الأمم المتحدة تدعو إلى إسكات الأسلحة ووصول الإغاثة إلى غزة وإطلاق سراح الرهائن
في مؤتمر باريس الإنساني الدولي حول غزة دعوات أممية إلى وقف القتال لأغراض إنسانية وإطلاق سراح الرهائن.
وأبدى مارتن غريفيثس منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة قلقه بشأن سلامة المدنيين الفلسطينيين الذين اضطروا إلى الفرار من شمال قطاع غزة إلى جنوبه.
ودعا إلى حماية المدنيين أينما كانوا وكرر المخاوف بشأن نزوح مئات آلاف الأشخاص بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى "ما يسمى بالمناطق الآمنة" جنوب غزة، حيث "لا يتم ضمان أمنهم في الواقع".
وقال إن "الأمم المتحدة لا يمكن أن تكون جزءا من اقتراح أحادي لدفع مئات آلاف المدنيين اليائسين في غزة إلى ما يُسمى بالمناطق الآمنة". ونيابة عن مجتمع العمل الإنساني أعرب غريفيثس عن القلق البالغ بشأن سلامة المدنيين في تلك المناطق "إذا لم يوجد اتفاق بين الأطراف على إقامتها".
ونقل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تقارير تفيد بإجلاء 50 ألف شخص آخر من شمال غزة إلى الجنوب يوم الأربعاء عبر "ممر" فتحه الجيش الإسرائيلي.
مارتن غريفيثس، الذي مثـّل الأمين العام في المؤتمر رفيع المستوى، تحدث عن لقائه مع عائلات بعض من 240 شخصا تحتجزهم حماس رهائن منذ أكثر من شهر، وعن حديثه عبر الهاتف مع أسر في غزة. وقال غريفيثس إن "الوضع لا يطاق وإن السماح باستمراره غير معقول".
وفي المؤتمر الذي عقده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، شدد مسؤول الإغاثة الأممي على الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وإسكات الأسلحة لمنح سكان غزة فسحة من الوقت لالتقاط أنفاسهم والسماح باستئناف الخدمات الحيوية.
محنة أطفال غزة
فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، سلط الضوء على المحنة المفجعة التي يعيشها الأطفال في غزة، والذين رآهم أثناء زيارته للقطاع الأسبوع الماضي "وهم يناشدون من أجل كسرة خبز ورشفة ماء".
وقال لازاريني إن النزوح الجماعي أدى إلى اكتظاظ شديد في الملاجئ وتحويل أحياء بأكملها إلى أنقاض، في ظل الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي الضخم ردا على الهجمات التي شنتها حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
مناشدة لدخول مئات الشاحنات الإضافية
وفي مؤتمر باريس، ناشد غريفيثس ولازاريني احترام القانون الدولي الإنساني في الصراع، الذي شهد بالفعل أعدادا "غير معقولة" من الضحايا المدنيين. ودعا المسؤولان الأمميان إلى السماح بوصول مئات شاحنات المساعدات الإضافية دون عوائق لإدخال الغذاء والماء والإمدادات الطبية والوقود إلى سكان غزة اليائسين.
وحذر المفوض العام للأونروا من أن "الحد بشكل صارم من دخول الغذاء والماء والدواء هو عقاب جماعي وانتهاك للقانون الدولي".
ودعا لازاريني وغريفيثس إلى فتح معابر حدودية إضافية أمام المساعدات، بما في ذلك معبر كرم أبو سالم على الحدود مع إسرائيل، حيث لا يزال حجم المساعدات القادمة عبر معبر رفح في مصر غير كاف.
ويُذكر أن معبر رفح مخصص في الأساس في الأساس لمرور الأفراد وغير مؤهل لدخول كميات كبيرة من المساعدات التي تشتد إليها الحاجة في غزة.
ولضمان توفير الخدمات الإنسانية في مواجهة الاحتياجات المتزايدة، أصدرت الأمم المتحدة وشركاؤها في وقت سابق من هذا الأسبوع نداء تمويل بقيمة 1.2 مليار دولار لتوسيع نطاق عمليات الإغاثة لدعم 2.2 مليون شخص في قطاع غزة و500 ألف شخص في الضفة الغربية. وتعد المساعدة في حشد التمويل اللازم لهذا النداء من بين أهداف مؤتمر باريس.
الأونروا "بصيص الأمل الأخير"
وناشد لازاريني المانحين زيادة الدعم لسكان غزة، مؤكدا أن الأونروا هي آخر بصيص أمل للمدنيين في القطاع، حيث يواصل موظفو الوكالة توزيع الغذاء والمياه وخدمة الناس في الملاجئ والمستشفيات، على الرغم من المخاطر.
وحذر من أن الوكالة الأممية، التي تكبدت خسارة بشرية باهظة بمقتل 99 من موظفيها في غزة، لن تكون قادرة على دفع رواتب موظفيها بحلول نهاية العام.
مخاوف من انتشار الصراع
مارتن غريفيثس وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية انتقل إلى الحديث عن منطقة الشرق الأوسط بأسرها، وقال إنه لا يمكن تجاهل التحذيرات من حدوث مزيد من التصعيد، مشيرا إلى اندلاع أعمال العنف مؤخرا في لبنان واليمن. كما أعرب عن مخاوفه بشأن تصاعد الخطاب المعادي للسامية والمسلمين.
وشدد على أهمية الدور الحاسم للجهود الدبلوماسية متعددة الأطراف لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات وتمكين إطلاق سراح الرهائن.
وأكد ضرورة أن يتحد المجتمع الدولي خلف القيم المشتركة وضد "خيار الحرب"، وإلا فإن "هذا الحريق الهائل يمكن أن يلتهم المنطقة".