المفوض العام للأونروا: هناك محاولة متعمدة لخنق عمليتنا وشلها
"أننا لن نكون قادرين على الوفاء بالتزامنا بتوفير احتياجات الشعب الفلسطيني بعد الآن. أعتقد أن هناك محاولة متعمدة لخنق عمليتنا وشلها".
قال المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) إن نفاد الوقود يعني "أننا لن نكون قادرين على الوفاء بالتزامنا بتوفير احتياجات الشعب الفلسطيني بعد الآن. أعتقد أن هناك محاولة متعمدة لخنق عمليتنا وشلها".
وفي مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس في مقر الأمم المتحدة في جنيف، جدد المفوض العام فيليب لازاريني التأكيد على أن المطالبة بوقف إطلاق النار أمر ضروري بشكل عاجل "لإنقاذ ما تبقى من إنسانيتنا".
وقال إن الفترة الماضية كانت "ستة أسابيع من الجحيم" بالنسبة لسكان غزة، وكانت ستة أسابيع طويلة للنساء والأطفال والرهائن الإسرائيليين وعائلاتهم، وللمنطقة بأسرها.
وأشار إلى أن "النهج الذي نشهده على مدار الأسابيع القليلة الماضية، هو أكبر عملية نزوح للفلسطينيين منذ عام 1948". وقال لازاريني "إن الحصار الذي نشهده هو عقاب جماعي فُرِض على شعب بأكمله".
لا مكان آمنا في غزة
وشدد المفوض العام للأونروا على أنه "لا يوجد مكان آمن في غزة" سواء في الشمال أو الجنوب، أو في الوسط، مذكرا بأن ثلث القتلى سقطوا في الجنوب.
كما أفاد بأن منشآت الأمم المتحدة في غزة ليست آمنة أيضا حيث أصيب ما يصل إلى 60 منها منذ بداية الصراع، كما قتل أكثر من 60 شخصا، وأصيب المئات في تلك المنشآت.
وأشار كذلك إلى مقتل أكثر من 100 من الزملاء العاملين في الأونروا، مشددا على أنه عندما تم تنكيس علم الأمم المتحدة في كل مكان حدادا على الزملاء الذي فقدوا حياتهم، "شعر زملاؤنا بقوة أن أفضل طريقة لتكريمهم هي من خلال رسالة مفادها أننا سنواصل ونحافظ على حركتنا واستجابتنا في قطاع غزة".
الوقود والاتصالات
وقال المفوض العام للأونروا إن معلومات وصلته تفيد بأن غزة تعاني مرة أخرى من انقطاع كامل للاتصالات. وأوضح أن ذلك سيكون بسبب عدم وجود وقود، محذرا من أن انقطاع الاتصالات "يؤدي أيضا إلى تضخيم القلق والذعر".
وشدد المسؤول الأممي أهمية تدفق الحركة التجارية في قطاع غزة. وقال إنه عندما يتم الحديث عن الوصول الهادف وغير المشروط ودون عوائق للسلع في قطاع غزة، "فإن الأمر لا يتعلق بالمساعدة التي ذكرتها فحسب، بل أيضا بالتأكد من توفر السلع الأساسية في الأسواق".
رفض للادعاءات
وأكد المسؤول الأممي أن الأونروا ترفض الادعاءات التي تربط بين موظفيها ومدارسها، و"الهجوم البغيض" الذي وقع في 7 تشرين الأول/أكتوبر في إسرائيل، "وهي الهجمات التي أدانتها الأونروا بأقوى العبارات، والتي سأواصل إدانتها دائما".
وتساءل عن الدافع وراء هذا الأمر في ظل الظروف الحالية، مشددا على أن الأونروا لا تتسامح مطلقا مع خطاب الكراهية، أو العنصرية، أو التحريض على التمييز، أو العدوان، أو العنف.
وشدد كذلك على أن الأونروا لا تسمح بتحويل المساعدات (إلى جهات أخرى غير مستحقيها)، مضيفا أن الوكالة تنفذ برنامجها بشكل مباشر ولا يوجد لديها أي وسيط.
وأشار إلى أنه عندما تعمل الوكالة مع موردين فإنه يتم اخضاعهم لتدقيق منهجي. وأوضح كذلك أنه يتم إبلاغ الدول المضيفة بأسماء جميع موظفي الأونروا، وفي حالة الأرض الفلسطينية المحتلة يتم ابلاغ إسرائيل بتلك الأسماء بصفتها البلد المحتل.
وكرر لازاريني التأكيد على أن منشآت الأمم المتحدة يجب ألا تستخدم أبدا لأغراض عسكرية أو لتحقيق مكاسب وسيطرة سياسية.
وقال إنه خلال الأيام القليلة الماضية، تلقى تقارير تفيد بأن "العديد من مدارسنا قد تم استخدامها لأغراض عسكرية، بما في ذلك اكتشاف أسلحة مؤخرا في مدارس، وتمركز دبابات القوات الإسرائيلية على الأقل في مدرستين تابعتين للأمم المتحدة".
الوضع في الضفة الغربية
وتحدث المسؤول الأممي كذلك عن الوضع في الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، مشددا على ضرورة عدم نسيان محنة الفلسطينيين هناك.
وأضاف أنه منذ بداية العام تم تسجيل مقتل أكثر من 400 شخص في الضفة الغربية، وهو ما يقارب ثلاثة أضعاف العام الماضي، والذي تم فيه تسجيل أكبر عدد من الأشخاص الذين قتلوا على الإطلاق منذ عام 2005.
وقال إنه عاد للتو من زيارة إلى مخيم شعفاط للاجئين في القدس الشرقية، "حيث أخبرني الموظفون كيف أنهم يعيشون في خوف وقلق دائمين في ظل عمليات القوات الإسرائيلية".
وأضاف أنه بعد مغادرته المخيم مباشرة، اضطرت المدرسة التي زارها إلى الإخلاء مرة أخرى وكان بها 600 فتاة وفتى بسبب تلك العمليات.