تحذير من تأثير موسم الأمطار على تفاقم الظروف المعيشية المزرية بالفعل في غزة
حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أنه بدون ضمان الوصول الإنساني دون عوائق
فإن منظمات الإغاثة ستكون غير قادرة على الاستعداد بشكل كاف لموسم الأمطار، عندما تزداد احتياجات الناس بشكل أكبر في قطاع غزة.
وفي آخر تحديث له اليوم الاثنين، قال المكتب إن الأمطار والفيضانات لن تؤدي إلا إلى تفاقم الظروف المعيشية المزرية بالفعل في غزة، مما يزيد من تهديد المخاطر الصحية، وقد يؤدي إلى المزيد من نزوح مئات الآلاف من الناس.
وأضاف أن العديد من أماكن التعلم المؤقتة البالغ عددها 215 والتي تخدم ما يقرب من 34 ألف طفل في غزة معرضة للتأثر الشديد بالفيضانات. وأفاد المكتب بأنه عكف مع شركاء الأمم المتحدة في المجال الإنساني على تطوير خطة الشتاء لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحا لأكثر من 2.1 مليون شخص في غزة خلال موسم الأمطار، والذي سيكون موسمهم الثاني، مع اقتراب الصراع من إتمام عامه الأول.
وتستهدف هذه الخطة أكثر من 850 ألف شخص في قرابة 50 حيا في المناطق المعرضة للفيضانات.
وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن الخطة تتطلب 242 مليون دولار لتحسين ظروف المأوى، وتوفير الملابس الدافئة والبطانيات، وإعادة توجيه مياه الفيضانات بعيدا عن البنية التحتية الحيوية ومواقع إلقاء النفايات، من بين تدخلات أخرى.
وشدد المكتب على أن هذه الخطط لا يمكن تحقيقها دون دخول المواد الإنسانية الضرورية إلى غزة دون عوائق، فضلا عن الوقود الكافي وتسهيل الحركة الإنسانية الآمنة بين المستودعات ونقاط التوزيع.
66% من مباني غزة لحقت بها أضرار
أصدر مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية، التحديث التاسع لتقييمه للأضرار التي لحقت بالمباني في قطاع غزة والذي يظهر أن ثلثي إجمالي المباني في القطاع لحقت بها أضرار. يستند التحليل إلى صور أقمار صناعية عالية الدقة تم جمعها في الثالث والسادس من أيلول/ سبتمبر 2024.
وقارن المركز الصور الملتقطة في هذين اليومين بالبيانات السابقة، مما يوفر نظرة شاملة لتطور الدمار. وذكر المركز أن نسبة الـ 66٪ من المباني المتضررة في قطاع غزة تشمل 163,778 مبنى في المجموع.
ويشمل ذلك 52,564 مبنى تم تدميره، و18,913 مبنى تضرر بشدة، و35,591 مبنى ربما يكون قد تضرر، و56,710 مبنى تضرر بشكل معتدل.
وأفادت نتائج التحليل بأن المنطقة الأكثر تضررا بشكل عام هي محافظة غزة، حيث تضرر 46,370 مبنى. وتأثرت مدينة غزة بشكل ملحوظ، حيث دمر 36,611 مبنى.
كما أصدر مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات)، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الـفاو)، تحديثا عن صحة وكثافة الأراضي الزراعية في قطاع غزة، وجد أن حوالي 68٪ من حقول المحاصيل الدائمة في القطاع أظهر انخفاضا كبيرا في الصحة والكثافة في أيلول/سبتمبر 2024.
وقال بيان صحفي صادر عن مؤسسة الأمم المتحدة للتدريب والبحث- التي يعد مركز الأقمار الصناعية جزءا منها- إن المركز خلال هذا العام من الصراع، قدم باستمرار للعاملين في المجال الإنساني بيانات محدثة شملت تقييمات للطرق والأضرار الزراعية وتحليلا تفصيليا لمستوى الضرر اللاحق بمواقع التراث الثقافي والمدارس.
وتوثق تحليلات صور الأقمار الصناعية التي أجراها مركز اليونوسات، الدمار واسع النطاق وتسلط الضوء على حاجة السكان المتضررين إلى الدعم.
وقد عمل فريق المركز خلال العام المنصرم بلا كلل لتزويد العالم برؤى دقيقة وفي الوقت المناسب حول تأثير الصراع على المباني والبنية التحتية في غزة كما قال نيكيل سيث المدير التنفيذي لمعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث.
وأضاف سيث: "كانت تحليلاتنا الموضوعية حيوية لجهود الاستجابة الإنسانية وتحسين فهم المجتمع الدولي لتأثير الصراع على البنية التحتية المدنية."
وأكد معهد التدريب والبحث أن مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية سيواصل مراقبة الوضع عن كثب والتعاون مع الشركاء الإنسانيين والتنمويين للاستجابة للأزمة ودعم السكان المتضررين.