مسؤول في اليونيسف يؤكد ضرورة ضمان وصول حملة التطعيم ضد شلل الأطفال إلى كل المُستهدفين
اليوم الأول من الجولة الثانية لحملة التطعيم واسعة النطاق ضد شلل الأطفال في القطاع "يبدو أن الأمور سارت على ما يرام"
قال كبير منسقي الطوارئ في منظمة اليونيسف في غزة، هاميش يونغ إنه في اليوم الأول من الجولة الثانية لحملة التطعيم واسعة النطاق ضد شلل الأطفال في القطاع "يبدو أن الأمور سارت على ما يرام"، محذرا من أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يعطل الحملة هو الافتقار إلى القدرة على الوصول.
وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة، أفاد يونغ، بأن الحملة بدأت من دير البلح وسط غزة حيث زار نحو خمسة مواقع مختلفة وسط القطاع بما فيها مستشفى الهيئة الطبية الدولية لمتابعة سير اليوم الأول من حملة التطعيم.
ورحب المسؤول الأممي بالإقبال الذي وصفه بأنه كان "أكثر إيجابية"، وقال : "نحتاج للتسهيل والوصول من قبل جميع أطراف الصراع. لكن الجيش الإسرائيلي هو الذي يتحكم في هذا الوصول".
ودعا حكومة إسرائيل والجيش الإسرائيلي إلى الامتثال للالتزامات التي قطعاها بالفعل، بمنح حملة التطعيم ضد شلل الأطفال الوصول إلى جميع الأطفال هناك، مضيفا "هذا يتفق مع حقوق هؤلاء الأطفال، وهو يتفق أيضا مع القانون الدولي الإنساني الذي ينص على ضرورة أن نتمكن من الوصول بحرية ودون قيود، وأن تتم حماية جميع فرق التطعيم ضد شلل الأطفال بشكل كامل من آثار الصراع".
وعن أهمية توفير فيتامين- أ إلى جانب لقاح شلل الأطفال، قال يونغ إنه مهم لأنه يعزز مناعتهم ويحميهم من عدد من الأمراض، فضلا عن مساعدتهم أيضا على امتصاص لقاح شلل الأطفال.
وتحدث المسؤول الأممي عن سوء التغذية بين الأطفال في غزة، قائلا "شهدنا تدهورا في الوضع الغذائي في الشمال. والآن سوف نبدأ في ملاحظة هذا التدهور في الجنوب، وذلك لأن الجيش الإسرائيلي أعلن أنه لن يسمح بعد الآن للشاحنات التجارية بالدخول إلى الجنوب. لذا سنشهد نفس المشكلة تحدث هناك".
أخبار الأمم المتحدة: هل يمكنك إخبارنا بالمزيد عن إطلاق الجولة الثانية من التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة، وأين بدأت اليوم وهدفها، وكيف سارت الأمور في اليوم الأول؟
هاميش يونغ: بدأنا اليوم في دير البلح. قمت شخصيا بزيارة خمسة مواقع مختلفة، وكان أحدها في مستشفى الهيئة الطبية الدولية. ومن المهم أن ندرك أن هذا جهد مشترك بين وكالات متعددة. كما هو الحال مع كل شيء في غزة، فنحن جميعا نعتمد بشكل كبير على الأونروا. فهي توفر العمود الفقري، والبنية الأساسية، وغالبية العاملين في مجال الرعاية الصحية الأولية.
وبالطبع، كما هو الحال في إطار الشراكة العالمية للقضاء على شلل الأطفال، توفر منظمة الصحة العالمية القيادة الفنية في مجال التطعيم. وتوفر اليونيسف الجانب المتعلق بالاتصالات، وتعبئة المجتمع، وسلسلة التبريد للقاحات. وهنا نعتمد أيضا على العديد من المنظمات غير الحكومية. لذا فمن المهم أن ندرك أن هذا جهد مشترك كبير بين الوكالات.
في مستشفى الهيئة الطبية الدولية، التقيت بالطبع بوزارة الصحة التي تلعب دورا مهما أيضا، ثم ذهبنا لزيارة عدد من مواقع التطعيم المنتشرة حول دير البلح. في العادة، في حملة تطعيم ضد شلل الأطفال، تحاول القيام بكل شيء في كل مكان، في وقت واحد. هذا غير ممكن في ظل وضع الصراع الحالي في غزة.
لذا، أعطتنا القوات الإسرائيلية ثلاث مراحل. لذا نقوم بواحدة في وسط غزة، وواحدة في الجنوب، ثم في الفترة ما بين 22 و23 تشرين الأول/أكتوبر، سنبدأ في الجزء الشمالي، والذي سيكون الأكثر تحديا. نهدف إلى تطعيم 540,000 طفل. نقوم بتطعيم مجموعة عمرية أكبر، حتى سن 10 سنوات. فقد شعرت وزارة الصحة أن هذا مناسب، لأنه قد مضى 10 سنوات منذ آخر استخدام للنوع الذي نحتاج إلى استخدامه هنا، ومن ثم يمكن للجميع الحصول عليه. ونضيف أيضا فيتامين- أ هذه المرة للأطفال من سن عامين إلى 10 أعوام.
غادرت للتو مركز العمليات حيث تقوم الفرق بجمع الأرقام، لذا ليس لدي الأرقام النهائية، ولكن من ملاحظاتي فيما بين خمسة وستة مواقع، بدا أن الأمور تسير على ما يرام. هناك شيء واحد كان مثيرا للاهتمام من خلال تجربتي السابقة مع حملات شلل الأطفال. فكلما قمت بذلك، كلما أصبح من الصعب حشد المجتمع. لأن الأمهات يقلن إنهن حصلن بالفعل على التطعيم لأطفالهن، وأنه طالما حصل أطفالهن على جرعة واحدة، فلا بأس، سيكونون بخير.
لكننا وجدنا هنا ديناميكية مختلفة، وإيجابية في الواقع. أخبرنا عدد من فرق التطعيم المختلفة أن عدد الآباء ومقدمي الرعاية الذين يحضرون أطفالهم أكبر من ذي قبل، لأنهم شاهدوا الجولة الأولى - وربما سمعوا بعض الشائعات، حيث كانت هناك العديد من الأكاذيب حول جميع أنواع اللقاحات، بما في ذلك شلل الأطفال - ولكن بعد ذلك لاحظوا، على سبيل المثال، أن جيرانهم قد قاموا بتطعيم أطفالهم، وكان الطفل بخير، ولم تظهر عليه أي آثار جانبية، ولا شيء من هذا القبيل. فقالوا، حسنا، الأمر على ما يرام.
لذا، حصلنا على ما بدا وكأنه إقبال أكثر إيجابية قليلا على هذا الأساس، وهو، لأكون صادقا، ليس ما كنت أتوقعه، ولكنه إيجابي للغاية ومرحب به للغاية.
أخبار الأمم المتحدة: ذكرت بعض التحديات، ولكن دعنا نتحدث أكثر عن تلك التحديات. هل تعتقد أن الأمر مختلف هذه المرة في الجولة الثانية من تلك الحملة، بالنظر إلى أوامر الإخلاء الجديدة والتصعيد المستمر في عدة أجزاء من غزة، وخاصة في الشمال؟
هاميش يونغ: حيث نعمل في الوقت الحالي في المنطقة الوسطى، ثم في الأسبوع المقبل، في المنطقة الجنوبية، يحدث نفس الشيء تقريبا كما كان في المرة السابقة. لكنك محق تماما، هناك نوع جديد من أوامر الإخلاء في الشمال، وأعلن الجيش الإسرائيلي أن معظم مناطق المحافظتين الشماليتين تقريبا مناطق قتال، ثم ابتكروا هذا التعريف الجديد لأوامر الإخلاء. يطلقون عليها مضلعات. إنه مجرد تصنيف مختلف للمناطق.
قد يكون هذا أكثر تحديا. ولكن موقفنا هو أن الجيش الإسرائيلي وحكومة إسرائيل قد التزمتا بدعم جولتين من حملة شلل الأطفال، والتزمتا بضمان وصولنا إلى جميع الأطفال المحتاجين. ولذلك، فإننا نتوقع أنه بحلول الوقت الذي نصل فيه إلى الشمال، سنحصل على نفس الوصول الذي حصلنا عليه في المرة السابقة. وبالتالي سنحصل على وصول حر إلى نفس المناطق التي تمكنا من الوصول إليها في المرة السابقة، وسنحصل على وصول منسق خارج تلك المناطق حيثما دعت الحاجة.
لذا ففي الوقت الحالي، نعم، هناك الكثير من الصراع الدائر. فقد صدرت أوامر بإخلاء جباليا ومخيم جباليا، وهناك الكثير من الصراع الدائر حولهما. ولكننا نتوقع، وندعو حكومة إسرائيل والجيش الإسرائيلي إلى الامتثال للالتزامات التي قطعاها بالفعل، بمنح حملة شلل الأطفال الوصول إلى جميع الأطفال هناك.
وهذا يتفق مع حقوق هؤلاء الأطفال، وهو يتفق أيضا مع القانون الدولي الإنساني الذي ينص على ضرورة أن نتمكن من الوصول بحرية ودون قيود، وأن تتم حماية جميع فرق التطعيم ضد شلل الأطفال بشكل كامل من آثار الصراع.
أخبار الأمم المتحدة: ما هو المطلوب الآن لإنجاح هذه الجولة؟
هاميش يونغ: الوصول. نحن بحاجة إلى تسهيل الوصول، ونحتاج للتسهيل والوصول من قبل جميع أطراف الصراع. ولكن الجيش الإسرائيلي هو الذي يتحكم في هذا الوصول.
لدينا كل الإمدادات التي نحتاجها. لدينا البنية التحتية اللوجستية، وسلسلة التبريد، والثلاجات، وشاحنات التبريد، وصناديق التبريد، وعلامات الأصابع، والاتصالات، والمواد، وكل ما نحتاجه لمواكبة حملة التطعيم ضد شلل الأطفال.
لدينا الموارد البشرية، ولدينا الفرق. وقمنا بتدريبهم، وهم فعلوا ذلك من قبل. من جانبنا، لا توجد قيود تمنعنا من الوصول إلى جميع الأطفال المحتاجين. الشيء الوحيد الذي يمكن أن يوقفنا هو الافتقار إلى القدرة على الوصول.
أخبار الأمم المتحدة: ذكرتَ أنه في إطار الحملة، سيحصل الأطفال على فيتامين-أ بالإضافة إلى لقاح شلل الأطفال الفموي الجديد من النوع الثاني. ما أهمية ذلك؟
هاميش يونغ: إنه مهم لأن فيتامين- أ يعزز مناعتهم ويحميهم من عدد من الأمراض، ولكنه يساعد أيضا على امتصاص لقاح شلل الأطفال.
وهذا مهم عندما تتعامل مع أطفال يعانون من مشاكل التغذية والتهاب المعدة والأمعاء ومشاكل الأمعاء، مثل هذه الأشياء التي تقلل من فعالية لقاح شلل الأطفال الفموي. وكما تعلم، فإن اللقاح الفموي هو المطلوب للقضاء على شلل الأطفال.
أخبار الأمم المتحدة: يواجه العديد من الأطفال في غزة سوء التغذية. هل يمكنك أن تخبرنا بالمزيد عن هذا الوضع؟
هاميش يونغ: الوضع المتعلق بالحالة الغذائية للأطفال مثير للاهتمام، لأنه أولا، لم يكن هناك سوء تغذية في غزة قبل هذا الصراع. لذا، فإن العاملين في الرعاية الصحية الأولية، وحتى الموظفين الطبيين الأكثر خبرة، ليسوا على دراية بالتعرف على سوء التغذية ومن ثم علاجه. لذا، قمنا ببناء الكثير من القدرات والتدريب لمحاولة تعزيز هذه القدرة.
ثم مررنا بنوع من الموجات، حيث شهدنا من تشرين الثاني/نوفمبر - عندما وصلت لأول مرة إلى هنا - وبعد ذلك في كانون الأول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير وشباط/فبراير إلى أن وصلنا إلى آذار/مارس، معدلات متزايدة من سوء التغذية، وخاصة في المحافظتين الشماليتين.
كما تعلمون، الجيش الإسرائيلي قسم غزة إلى قسمين. المحافظتان الشماليتان مفصولتان عن الجنوب بممر عسكري، به نقطتا تفتيش عسكريتان. يخضع الوصول إلى الشمال لرقابة شديدة للغاية، ومن الصعب للغاية نقل الإمدادات إلى هناك.
ثم صدر تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الذي أشار إلى أن أعدادا كبيرة من الأطفال يعانون من سوء التغذية الشديد، وفي الواقع كنا نتجه نحو إعلان المجاعة.
ثم تم تخفيف القيود في تلك المرحلة، وتم فتح الأجزاء الجنوبية من غزة أمام الإمدادات التجارية من الشاحنات التجارية، والتي تشكل جزءا مهما للغاية من المعادلة، لأن الوكالات الإنسانية بمفردها، لا تستطيع ولا ينبغي لها أن تكون الجهة الوحيدة التي تقدم الإغاثة. ثم تم فتح مدخل في الشمال يسمح بدخول الغذاء إلى هناك.
المشكلة في المستقبل هي أنه لا يوجد تنوع كاف من الغذاء. ما بين الأغذية المعلبة والدقيق للخبز، وصلنا إلى نقطة حيث ربما كان هناك ما يكفي من السعرات الحرارية، ولكن ليس ما يكفي من المغذيات الدقيقة. والآن نشهد تراجعا لهذا الوضع لأن الجيش الإسرائيلي لم يسمح أبدا للشاحنات التجارية بالدخول إلى الشمال.
الشاحنات التجارية هي التي تجلب الفاكهة والخضروات الطازجة. ولقد شهدنا تدهورا في الوضع الغذائي في الشمال. والآن سوف نبدأ في ملاحظة هذا التدهور في الجنوب، وذلك لأن الجيش الإسرائيلي أعلن أنه لن يسمح بعد الآن للشاحنات التجارية بالدخول إلى الجنوب. لذا فسوف نشهد نفس المشكلة تحدث هناك.