محمد أبو جلدة، لاعب كرة قدم فلسطيني شاب. كان طموحه أن يصبح لاعبا ذائع الصيت، يلعب مع منتخب فلسطين ويشارك في بطولات عالمية ليشاهد الجميع مهاراته في اللعبة
لكن المشكلة هي أنه يعيش تحت الحرب في غزة.
مراسلنا في غزة زياد طالب التقى محمد أبو جلدة على شاطئ مدينة رفح وهو يلعب كرة القدم على الرمال محاولا الحفاظ على لياقته - التي قال إن الحرب أثرت عليها بشكل كبير. يواصل أبو جلدة تدريباته ليطور مهاراته، وما أن تراه وهو يلعب ويمرر الكرة بحرفية إلا وتتأكد أنه من الممكن أن يكون من بين أشهر لاعبي الكرة على مستوى العالم العربي وربما العالم أيضا.
هذا ما قاله محمد أبو جلدة، لاعب فريق نادي خدمات رفح، لمراسلنا:
"كان عندي طموح أن أصير لاعبا كبيرا مثل بعض اللاعبين في الدول الأخرى. لكن بسبب الحرب تأجل طموحي وحياتي. أصبح عمري 20 سنة ولكنني لا أستطيع أن أصبح لاعب كرة لأنني أعيش في غزة تحت إطلاق النار. أشعر بأنني أموت كل يوم في ظل الحرب.
نزحت منذ خمسة شهور إلى مواصي رفح. وكلما أشعر بالسأم، أذهب إلى الشاطئ للعب الكرة مثل أي لاعب. لم تتح لي أي فرصة للعب الكرة بشكل احترافي بسبب الحرب. لأننا نعيش هنا في ذل وقهر ولا نعرف إلى أين نذهب. لقد تعبنا جدا.
أليس من حقي أن أصبح لاعب كرة؟ هذا حقي. لقد أعطاني الله مهارات وقوة ولياقة، وإن كانت اللياقة قد راحت بسبب الحرب والنزوح. إن شاء الله يوفقني ربنا وأصير لاعب كرة كبيرا، وأفتخر بأنني ابن غزة.
أنا أشعر بمنتهى الافتخار لأنني ابن غزة، لكنني كنت أتمنى أن أسافر لألعب مع منتخب فلسطين. أليس هذا حقي، أن ألعب مع منتخب فلسطين؟ إذا أرادوا أن يجروا لي اختبارات سأخرج كل ما عندي من إمكانيات ليرى الجميع قدراتي ومهاراتي في لعب الكرة".
ويتمسك أحمد أبو جلدة بالأمل رغم كل شيء، ويقول "إن شاء الله ربنا يوفقني، ونقول الحمد لله على كل شيء". وينظر بحب إلى الكرة، التي يمسكها في يده، ويقبها ويقول "هذه هي التي تصبرني على الدنيا".