أفادت السلطات في غزة بأن أكثر من 45,000 شخص قُتلوا في القطاع خلال الأربعة عشر شهرًا الماضية.
فيما أدان العاملون في المجال الإنساني الضربات الجوية الجديدة عبر القطاع الذي مزقته الحرب، بما في ذلك ضربة استهدفت مدرسة تابعة للأمم المتحدة تحولت إلى مأوى للنازحين.
وأظهرت الصور الملتقطة للمدرسة في خان يونس موقع الضربة الواضحة لإحدى القذائف في الطابق العلوي حيث كان الناس يعيشون في وقت الهجوم.
ووفقًا لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، قُتل 13 شخصًا وأصيب 48 آخرون جراء الضربة. وقال الضحايا إنهم لم يتلقوا أي تحذير مسبق.
وقالت لويز واتريدج، مسؤولة الطوارئ في الأونروا: "لقد كانت ليلة دامية أخرى هنا في قطاع غزة، نستيقظ كل يوم على رعب جديد".
وأضافت واتريدج: "لقد زرت مستشفى ناصر هذا الصباح. أحد الأطفال الذين تحدثت إليهم كانت طفلة تُدعى منى، عمرها 17 عامًا؛ وهي تعاني من إصابات خطيرة في ساقها نتيجة شظايا حادة وكانت في المستشفى مع شقيقتها... والدتهما سُحقت حتى الموت تحت الأنقاض."
وشاهدت ضحية أخرى، الطفلة جوليا وتبلغ من العمر عامين، أصيبت بصدمة شديدة في الرأس وفقدت بصرها في إحدى عينيها؛ كما تعرض شقيقها البالغ من العمر خمس سنوات لإصابة خطيرة في الرأس.
وأشارت واتريدج إلى أن العائلة، التي تنحدر من مدينة غزة، قد "تعرضت للنزوح القسري سبع أو ثماني مرات." وأضافت: "لقد انتهى بهم الحال في مدرسة تابعة للأونروا، وظلوا هناك على مدار الأشهر السبعة الماضية، والآن يحدث هذا – الوضع يبدو بلا أمل."
الأطفال يدفعون الثمن
جاء هذا بعد تحديث من المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، كاثرين راسل، أفاد بمقتل أكثر من 14,500 طفل في غزة حتى الآن. ويُعتقد أن آلافًا آخرين ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض.
وأشارت راسل عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن المجاعة "ما زالت تلوح في الأفق في الشمال" بينما لا يزال الوصول الإنساني "مقيّدًا بشدة".
وأضافت راسل: "إن جميع الأطفال البالغ عددهم 1.1 مليون في غزة هم في حاجة ماسة إلى الحماية والدعم النفسي والاجتماعي"، في ظل تقارير إعلامية تفيد بأن الأنشطة العسكرية الإسرائيلية خلال الـ 24 ساعة الماضية أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 69 فلسطينيًا، من بيت لاهيا شمالًا إلى رفح جنوبًا.
المساعدات الإنسانية متوقفة
وفي تكرار لهذه المخاوف، حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن سكان غزة يشعرون بقلق متزايد بشأن عدم حصولهم على ما يكفي من الغذاء. وقال جوناثان دومون، رئيس قسم الاتصالات في حالات الطوارئ بالبرنامج: "في غياب وقف لإطلاق النار، نحتاج إلى إيجاد طريقة لإدخال جميع المواد الغذائية التي بحوزتنا خارج غزة."
وأضاف في رسالة عبر الإنترنت من غزة: "حجم الدمار مذهل بكل معنى الكلمة. لا يوجد كهرباء أو مياه جارية أو معالجة لمياه الصرف الصحي. فقد معظم الناس منازلهم، والكثير منهم يعيشون في خيام. لدينا وجبات ساخنة وتوزيعات... الناس يأتون ويبدون يائسين جدًا. يمكنك أن ترى ذلك في وجوههم وفي عيونهم. لمنع المجاعة، نحتاج إلى ضمان تدفق ثابت للغذاء إلى الداخل."