مسؤول أممي أثناء زيارته لغزة: نجلب 1.3 مليون لتر وقود يوميا بعد وقف إطلاق النار وملتزمون بإعادة الإعمار

أكد المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع جورجي مورييرا دا سيلفا أن المكتب ملتزم بتقديم الدعم إلى قطاع غزة
أكد المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع جورجي مورييرا دا سيلفا أن المكتب ملتزم بتقديم الدعم إلى قطاع غزة، ليس على المدى القصير فحسب من خلال المساعدات الإنسانية، وإنما أيضا من خلال الاستعداد للمرحلة التالية عبر التعافي المبكر وإعادة الإعمار.
هذا ما قاله دا سيلفا لمراسل أخبار الأمم المتحدة في غزة من أمام مستشفى غزة الأوروبي في جنوب غزة أثناء زيارته للقطاع.
وأوضح المسؤول الأممي أنه في غياب مصادر أخرى للطاقة، فإن الوقود هو السبيل الوحيد لتشغيل المستشفيات والمدارس والمخابز والمنازل في غزة.
وتحدث عن دور المكتب في جلب الوقود إلى غزة في الفترة الماضية، قائلا: "قبل وقف إطلاق النار، لم يكن مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع قادرا إلا على جلب 100 ألف لتر يوميا. الآن، مع وقف إطلاق النار، مررنا بعملية جديدة في الشراء والتوزيع، حيث نجلب ونوزع 1.3 مليون لتر يوميا. وهذا أمر أساسي لجميع القطاعات، وخاصة في مجال الصحة".
وأفاد بأن المكتب لا يقوم فحسب بإحضار الوقود وتوزيعه، وإنما أيضا بمراقبة الوقود لضمان الاستخدام السليم له. وقال إنه قبل وقف إطلاق النار، توقفت تسع سيارات إسعاف تابعة للمستشفى الأوروبي عن العمل بسبب نقص الوقود، لكن "الآن بعد أن أصبحنا نجلب الوقود ونوزعه دون أي نقص، أصبحت سيارات الإسعاف تعمل بكامل طاقتها".
وضع صعب للغاية
وأثناء وجوده في المستشفى الأوروبي في غزة، قال دا سيلفا إن المستشفى أحد أهم المستشفيات في القطاع، مشيرا إلى أنه قبل الحرب قام المكتب بتوفير وتركيب ألواح شمسية خارج المستشفى لتوليد الكهرباء، لكن "اختفت تلك الألواح لأن الناس لم يكن لديهم أي خيار آخر للحصول على الكهرباء في منازلهم. وحتى بعض النازحين داخليا اضطروا للعيش تحت الألواح لأنه لم يكن هناك مكان آخر للعيش فيه لأنهم فقدوا منازلهم".
وأشار إلى اعتماد المستشفى في الوقت الحالي على الوقود التقليدي لتوليد الكهرباء من مولدات، "لكن بعض المولدات معطلة. ولا يُسمح بإدخال قطع الغيار إلى غزة لإصلاح تلك المولدات. لذا فهذا وضع صعب للغاية بالنسبة للمستشفى".
وتحدث دا سيلفا عن نقص المعدات والإمدادات الطبية والمضادات الحيوية والجراحة والأدوية الذي يواجهه المستشفى، فضلا عن نقص المياه والكهرباء.
وأضاف: "نعلم أن ثلاثة أطفال فقدوا حياتهم بسبب عدم توفر الكهرباء حيث لم تعمل الحاضنات. نحن بحاجة إلى توفير جميع الظروف اللازمة للصحة. هذا لا يتعلق فقط بالمعدات، ولا الأدوية التي تعد أمرا أساسيا، ولكن أيضا توفير المياه الآمنة والمستدامة، والكهرباء".
وشدد على أن هذا الوضع يتطلب العمل بسرعة على جلب مزيد من المساعدات الإنسانية والتحضير للتعافي المبكر.
جهود التعافي المبكر
بعد انتهاء زيارته إلى غزة، توجه المسؤول الأممي إلى القدس وتحدث من هناك عبر الفيديو في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وشدد المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع على أنه "مع تزايد حالة عدم اليقين، يتعين علينا أن نركز كل الجهود على تجنب العودة إلى الحرب والتي ستكون مأساة مطلقة"، مكررا الدعوة إلى وقف إطلاق نار دائم وإطلاق سراح جميع الرهائن دون تأخير.
وأكد أن المكتب على استعداد لدعم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتوسيع نطاق تقديم الإغاثة الإنسانية المستدامة. وقال دا سيلفا: "وفقا لما رأيته اليوم في غزة، من الأهمية بمكان بذل مزيد من الجهود للتعافي المبكر".
ونبه إلى أن احتياجات التعافي وإعادة الإعمار هائلة، فوفقا للتقييم السريع المؤقت للأضرار والاحتياجات، الذي أجراه البنك الدولي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، فإن إجمالي الأضرار التي لحقت بالبنية الأساسية المادية نتيجة للصراع في الأرض الفلسطينية المحتلة تقدر بنحو 29.9 مليار دولار على الأقل.
وأضاف أن قطاع الإسكان كان الأكثر تضررا حيث بلغت خسائره 15.8 مليار دولار، أي 53 في المائة من إجمالي الأضرار.
وأكد المسؤول الأممي على أنه "في مواجهة المأساة الإنسانية في غزة، تقع علينا مسؤولية جماعية وعاجلة للتحرك، ليس فقط لتلبية الاحتياجات الإنسانية الشديدة، بل وأيضا للتخطيط للتعافي وإعادة الإعمار".
آلية فعالة وشفافة
وأوضح دا سيلفا أن مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع يعمل أيضا على إدارة تشغيل آلية الأمم المتحدة 2720 المنبثقة عن قرار مجلس الأمن 2720 لعام 2023، والتي تهدف إلى زيادة وتسريع توصيل المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى غزة.
وأفاد بأنه من خلال تلك الآلية، وحتى 13 شباط/فبراير 2025، تم تسليم ما يقرب من 78,000 طن متري من المساعدات إلى غزة، معظمها من الغذاء (78 في المائة)، يليه المأوى (16 في المائة)، والمياه والصرف الصحي ولوازم النظافة (أربعة في المائة).
وأضاف أن "الآلية فعالة وشفافة وتسرع عملية تسليم المساعدات. نأمل أن يساعدنا وقف إطلاق النار في تعظيم استخدام الآلية، وتوسيع نطاق تسليم المساعدات الإنسانية، وكذلك مراحل التعافي المبكر وإعادة الإعمار لاحقا".
دهشة من حجم الدمار
أما النشاط الآخر الذي يقوم به المكتب وفقا للمسؤول الأممي، فهو "العمل مع دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، للتخفيف من مخاطر الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة".
وأشار إلى أن إزالة ما يقدر بنحو ما بين 40 و50 مليون طن من الحطام والركام الناتج عن الصراع ستستغرق سنوات، مضيفا: "لقد شعرت اليوم بالدهشة الشديدة من حجم الدمار. إن الأسر العائدة إلى بقايا منازلها معرضة لخطر كبير من الأسلحة غير المنفجرة والأنقاض الملوثة".
وأوضح أن موظفي التخلص من الذخائر المتفجرة التابعين للمكتب أجروا تقييمات للتهديدات والمخاطر في جميع أنحاء غزة، مما يتيح حركة قوافل المساعدات الإنسانية والأنشطة الحيوية.
وقال إن فريق المكتب أكمل حتى الآن 374 تقييما ورافق 411 قافلة عالية المخاطر إلى مناطق معرضة للخطر يحتمل أن تكون ملوثة بالذخائر المتفجرة. وأضاف أنه لتعزيز السلامة، يوفر المكتب أيضا تثقيفا حول مخاطر الذخائر المتفجرة للمدنيين والنازحين داخليا وعمال الإغاثة، حيث شارك 250,000 مدني ونحو 1000 موظف إنساني في هذه الجلسات، "واكتسبوا معرفة حاسمة للبقاء في أمان والتنقل بين المخاطر المتفجرة بشكل فعال".