قرار بالإجماع من منظمة الصحة العالمية حول وصول الإغاثة إلى غزة واحترام قوانين الحرب
اعتمد المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، قرارا يهدف إلى معالجة الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة.
جاء ذلك خلال جلسة استثنائية عقدها أعضاء المجلس حول الوضع الصحي في الأرض الفلسطينية المحتلة.
مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس أشار إلى أن هذا القرار هو أول قرار يتم اعتماده بالإجماع، داخل منظومة الأمم المتحدة، بشأن الوضع في إسرائيل والأرض الفلسطينية المحتلة منذ بدء الصراع الراهن قبل شهرين.
وأكدت المنظمة في بيان صحفي أن القرار يؤكد أهمية الصحة بوصفها أولوية عالمية، في جميع الظروف، ودور الرعاية الصحية والعمل الإنساني في بناء جسور السلام، حتى في أصعب المواقف.
فحوى القرار
من بين أمور أخرى، يدعو القرار إلى "مرور فوري ومستدام ودون عوائق للإغاثة الإنسانية، بما في ذلك وصول العاملين في المجال الطبي".
ويدعو "جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي... ويجدد التأكيد على ضرورة أن تمتثل جميع أطراف النزاع المسلح امتثالا كاملا للالتزامات التي تنطبق عليها، بموجب القانون الدولي الإنساني، فيما يتصل بحماية المدنيين في النزاعات المسلحة والعاملين في المجال الطبي".
ويشيد القرار أيضا بمنظمة الصحة العالمية والشركاء في مجموعة الصحة في الميدان لبقائهم ومواصلة عملهم لخدمة سكان غزة.
نقطة بداية
وخلال الكلمات التي ألقيت على مدار اليوم، أعربت العديد من الدول الأعضاء عن الأسف لوقوع خسائر في أرواح المدنيين، وكذلك بين صفوف العاملين في مجال الصحة وموظفي الأمم المتحدة، بمن فيهم الزميلة في منظمة الصحة العالمية ديما الحاج.
وفي كلمته الختامية، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس إن اعتماد القرار ليس سوى نقطة البداية، مشيرا إلى أن القرار "لا يحل الأزمة. ولكنه يشكل منصة يمكن البناء عليها".
وشدد الدكتور تيدروس أنه "بدون وقف إطلاق النار، لا يوجد سلام، وبدون سلام لا توجد صحة". وقال إن الدول الأعضاء برهنت أنه في عالمنا المنقسم لا يزال ممكنا العثور على أرضية مشتركة حتى بشأن القضايا بالغة الصعوبة.
وحث جميع الدول الأعضاء، وخاصة تلك التي تتمتع بأكبر قدر من النفوذ، على العمل بشكل عاجل لوضع حد لهذا الصراع في أقرب وقت ممكن.
انهيار النظام الصحي في غزة
وفي ظل ظروف بالغة الصعوبة، أوصلت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها يوم أمس السبت إمدادات لما يصل إلى 1,500 مريض ولنقل المرضى من المستشفى الأهلي في الشمال إلى مستشفى في الجنوب.
وقال الدكتور تيدروس إن النظام الصحي في غزة ينهار، مبينا أن هناك 14 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى تعمل بشكل جزئي، 2 في شمال وادي غزة و12 في الجنوب. ولا يتوفر سوى 1,400 سرير من أصل 3,500 سرير، في حين أن حوالي ثلثي مراكز الرعاية الصحية الأولية لا تعمل.
وأشار إلى أن المستشفيين الرئيسيين في جنوب غزة يعملان بثلاثة أضعاف طاقتهما، مع نفاد الإمدادات وإيواء آلاف النازحين. وأضاف قائلا:
"في الوقت نفسه، تلد أكثر من 180 امرأة في غزة يوميا. هناك ألفا مريض يخضعون لعلاج السرطان؛ 35 ألف مريض بالسكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم؛ ويحتاج ما لا يقل عن 20 ألف مدني إلى رعاية نفسية مكثفة، ومن المتوقع أن يعاني كثيرون آخرون من اضطرابات عقلية حادة نتيجة للنزاع".