مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة يحذر من أن الضربات الإسرائيلية تعرض المدنيين لخطر جسيم في دير البلح، وسط غزة
١١ يناير ٢٠٢٤
يعبر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة عن قلقه البالغ إزاء قيام جيش الدفاع الإسرائيلي بتعريض حياة المدنيين لخطر جسيم من خلال إصدار أوامر للسكان من مختلف أنحاء وسط غزة بالانتقال إلى دير البلح – ومن ثم استمراره في شن غارات جوية على المدينة.
في يومي 28 و31 كانون أول/ديسمبر 2023، ومرة أخرى في 6 و8 كانون الثاني/يناير 2024، طلبت قوات الدفاع الإسرائيلية من سكان المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان في وسط غزة، مثل البريج والنصيرات، الإخلاء إلى ملاجئ معروفة في دير البلح. ومع ذلك، فقد استمرت الضربات الإسرائيلية والمعارك البرية في تلك المناطق دون توقف، في حين تكثفت الضربات على دير البلح نفسها. وقد تلقى مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تقارير خلال الأيام العشرة الماضية تفيد بأن أربع غارات منفصلة في دير البلح قد أسفرت عن مقتل أكثر من 40 فلسطينيا. من الواضح – كما أكدت الأمم المتحدة مرارا وتكرارا – أنه ال يوجد مكان آمن في غزة.
كما فرضت الضربات الإسرائيلية ونيران القناصة قيودا مشددة على عمليات مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، وهو المستشفى الوحيد العامل في وسط غزة. وتفيد التقارير بأن المستشفى كان يؤوي آلاف المشردين في دير البلح. وقد دفعت خطورة الوضع العديد من الكوادر الطبية إلى اتخاذ القرار الصعب بمغادرة المستشفى، على الرغم من الحاجة العالية للرعاية الطبية الناتجة عن استمرار الضربات. وفي يوم الأربعاء، 10 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بأن غارات شنتها قوات الدفاع الإسرائيلية أصابت مبنى سكنيا أمام المستشفى، فضال عن سيارة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. وأفادت التقارير بأن هذه الغارات قتلت 13 فلسطينيا. وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن أربعة من القتلى كانوا من أفراد طاقم الإسعاف.
وتتمتع المستشفيات بحماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني بسبب دورها في إنقاذ حياة الجرحى والمرضى – مما يوجب احترامها وحمايتها.
يجب على جيش الدفاع الإسرائيلي أن يتخذ تدابير فورية لحماية المدنيين تمشيا مع التزاماته بموجب القانون الدولي. إن إجبار المدنيين على الرحيل ال يعفي الجيش الإسرائيلي بأي حال من الأحوال من التزاماته بموجب القانون الإنساني الدولي فيما يتعلق بحماية المدنيين خلال تنفيذ العمليات العسكرية.