أعرب مسؤولو الإغاثة في الأمم المتحدة عن القلق البالغ إزاء وضع المرضى والجرحى العالقين بالمنشآت الطبية لا يستطيعون مغادرتها أو الوصول إليها لتلقي العلاج
في ظل استمرار القتال العنيف في غزة يوم الثلاثاء بما في ذلك تقارير عن وقوع هجمات على مستشفيات في مدينة خان يونس- جنوب القطاع، أعرب مسؤولو الإغاثة في الأمم المتحدة عن القلق البالغ إزاء وضع المرضى والجرحى العالقين بالمنشآت الطبية لا يستطيعون مغادرتها أو الوصول إليها لتلقي العلاج.
فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأونروا قال إن أحد أكبر أماكن الإيواء التابعة للوكالة في خان يونس، قد تعرض للقصف أثناء عملية عسكرية يوم الاثنين مما أدى إلى مقتل 6 نازحين على الأقل وإصابة الكثيرين أثناء القتال الكثيف حول المكان.
وأضاف أن الموظفين والمرضى والنازحين الذين يشعرون بالرعب، عالقون الآن داخل عدد قليل من المستشفيات في خان يونس مع استمرار القتال. ودعا لازاريني جميع الأطراف إلى اتخاذ كل التدابير الاحترازية للحد من وقوع الضرر ولحماية المدنيين والمنشآت الطبية والموظفين ومرافق الأمم المتحدة، بموجب القانون الدولي.
كريستيان ليندماير المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية قال، في مؤتمر صحفي في جنيف، إن مستشفى الخير- في خان يونس- واحد من مستشفيين يتعرضان للاقتحام في الوقت الراهن، بينما أصبح مستشفى ناصر محاصرا ولا توجد طريقه لدخوله أو الخروج منه. وقال "إن هذا السيناريو مروع بالتأكيد على الأرض، حيث لا يعرف الناس ما الذي ستجلبه الدقائق التالية".
احتياجات صحية يائسة
وذكر المتحدث أن 14 مستشفى فقط ما زالت تعمل في غزة، 7 في الشمال و7 في الجنوب. وقال إن الاحتياجات الصحية هائلة بعد أكثر من 3 أشهر من القصف العنيف من قبل القوات الإسرائيلية، بعد هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر التي شنتها حماس على إسرائيل.
وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية دكتور تيدروس غيبرييسوس قد حذر، مساء الاثنين، من تقارير تفيد باستمرار القتال قرب مستشفيات في خان يونس حيث حال العنف دون الوصول إلى أشخاص أصيبوا حديثا خارج المستشفيات لتقديم الرعاية لهم.
وقال كريستيان ليندماير "إن الوضع غير مقبول على الإطلاق. ويجب ألا تمر أي منشأة صحية في العالم بتلك الظروف"، مشيرا إلى أن نحو 20 مستشفى في غزة أصبحت لا تعمل.
بحث يائس عن الطعام
وسلط المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية الضوء على تدهور الوضع الإنساني في غزة ومستوى اليأس والجوع الذي وصل إليه السكان بحثا عن الطعام. وقال إن إحدى قوافل المساعدات كانت تقل الوقود للمستشفيات، لكن بعض الأشخاص أوقفوها عدة مرات أملا في العثور على طعام على متنها.
وحذر برنامج الأغذية العالمية من أن أكثر من 500 ألف شخص في غزة ما زالوا يواجهون مستويات كارثية من الجوع. وقالت عبير عطيفة المتحدثة الإقليمية باسم البرنامج إن خطر المجاعة يتزايد يوما بعد الآخر إذ يحد الصراع من توصيل المساعدات الغذائية المنقذة للحياة.
وقالت في المؤتمر الصحفي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف إن "قطاع غزة به أكبر تجمع للناس- في أي مكان في العالم- يعيشون في ظروف تشبه المجاعة". وأشارت عطيفة إلى أن الأطفال الذين تم إجلاؤهم إلى مصر لتلقي العلاج، يبدو وأنهم يعانون من سوء التغذية ونقص الوزن والنحافة الشديدة.