عدد القتلى في غزة يتجاوز 30 ألفا وتجدد الدعوات لوقف إطلاق النار
أعرب الأمين العام عن الجزع إزاء الخسائر البشرية المأساوية الناجمة عن الصراع في غزة، حيث قُتل أكثر من 30 ألف شخص- وفق التقارير- وأصيب أكثر من 70 ألفا بجراح.
وفي بيان منسوب للمتحدث باسمه، أدان الأمين العام أنطونيو غوتيريش الحادثة التي وقعت اليوم شمال غزة، حيث قتل وأصيب أكثر من مئة شخص- وفق التقارير- أثناء سعيهم للحصول على المساعدات المنقذة للحياة.
وقال البيان إن المدنيين اليائسين في غزة يحتاجون المساعدة العاجلة، بمن فيهم الموجودون في الشمال المحاصر الذي لم تتمكن الأمم المتحدة من توصيل المساعدات إليه منذ أكثر من أسبوع.
وجدد الأمين العام دعوته للوقف الإنساني الفوري لإطلاق النار والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن. وكرر الدعوة لاتخاذ خطوات عاجلة لضمان دخول المساعدات الإنسانية الحيوية إلى غزة وبجميع أنحاء القطاع ووصولها لجميع المحتاجين.
وشدد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبرييسوس على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة لوضع حد للعنف والمعاناة. بدوره، وصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك ما يجري في غزة بأنه مذبحة، مشيرا إلى أنه ما من كلمات لوصف الفظائع التي تتكشف أمام أعيننا في القطاع، ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء الحرب.
وأعرب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيثس عن صدمته إزاء التقارير التي أفادت بمقتل وجرح مئات الأشخاص خلال عملية نقل مساعدات غرب غزة اليوم، مشيرا إلى أن هذا يأتي بالتزامن مع وصول عدد القتلى في غزة إلى 30 ألف شخص منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وقال في بيان نشره على موقع إكس إن الأحداث غزة، وحتى بعد نحو خمسة أشهر من الأعمال العدائية الوحشية، لا تزال لديها القدرة على صدمتنا. وحذر من "استنزاف الحياة من غزة بسرعة مرعبة".
المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني قال على موقع إكس، إن اليوم هو يوم آخر من الجحيم في غزة. وأشار إلى وصول عدد القتلى الفلسطينيين إلى 30 ألفا وهو رقم غير مسبوق، وإلى التقارير التي تفيد بمقتل 100 شخص وإصابة 700 أثناء محاولتهم اليائسة للحصول على مساعدات منقذة للحياة من قافلة إغاثة. وقال إن الأونروا والأمم المتحدة لم تكونا مشاركتين في عملية التوزيع هذه.
وفاة أطفال بسبب الجفاف وسوء التغذية
كما أفادت تقارير أخرى بأن ما لا يقل عن 6 أطفال آخرين لقوا حتفهم بسبب الجفاف وسوء التغذية في شمال غزة.
وأكدت وكالة الأونروا على الحاجة الماسة إلى إتاحة الوصول بدون عوائق إلى جميع أنحاء القطاع، ونبهت الوكالة إلى أن وقف إطلاق النار الفوري بات يمثل مسألة حياة أو موت.
وقالت إن الناس في غزة يموتون بسبب القنابل والقصف، بينما يموت المزيد بسبب عواقب الحصار المفروض على غزة.
"خطر الموت جوعا آخذ في التزايد"
نقلا عن الأونروا، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك إن نازحين – بمن فيهم بعض موظفي الأونروا - أجبروا على الإخلاء من مدرستين كانوا يحتمون بهما في وقت سابق من هذا الأسبوع. واعتقلت القوات الإسرائيلية بعضهم، وأفادت التقارير بمقتل امرأة واحدة.
وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الحاجة الملحة للوصول دون عوائق إلى شمال غزة لتوصيل الغذاء وإنشاء مراكز لعلاج حالات سوء التغذية الحاد الوخيم، فضلا عن برامج العلاج للمرضى.
وقال ستيفان دوجاريك: "مثلما حذرنا مرارا وتكرارا - ومثلما سمعتم من زملائنا العاملين في المجال الإنساني في مجلس الأمن في وقت سابق من هذا الأسبوع - فإن خطر الموت جوعا في غزة آخذ في التزايد، حيث يتأثر الأطفال والنساء الحوامل بشدة".
وأضاف أن الأعمال العدائية المستمرة والتحديات الأخرى تعرقل جهود الوصول إلى المدنيين في غزة بالرعاية الصحية والتغذوية المنقذة للحياة.
هذا وتلقى الأمين العام أنطونيو غوتيريش تحديثا، أمس الأربعاء، من مكتب الأمم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية حول عمله بشأن "الادعاءات المقدمة من إسرائيل حول تورط 12 موظفا لدى الأونروا في غزة، في هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر الإرهابية على إسرائيل"، وفقا لتصريح من المتحدث باسم الأمم المتحدة.
وقد بدأ المكتب، وهو أعلى جهة تحقيق بالأمم المتحدة، عمله في 29 كانون الثاني/يناير فور تكليفه بالمهمة من الأمين العام. وحتى الآن درس محققو المكتب المعلومات الأولية التي تلقتها الأونروا من السلطات الإسرائيلية.
المتحدث الأممي ستيفان دوجاريك قال إن المحققين يتواصلون أيضا مع دول أعضاء أخرى للحصول على أي معلومات ذات صلة بالتحقيق. كما توجهوا إلى المقر الرئيسي لوكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) في العاصمة الأردنية عمان، للحصول على ودراسة معلومات لدى الوكالة، ذات صلة بالتحقيق بما في ذلك عن موظفيها وعملياتها.
كما راجع محققو المكتب معلومات وبيانات تكنولوجيا الاتصالات، بما فيها سجلات البريد الإلكتروني ومعلومات عن مركبات الأونروا، بالإضافة إلى معلومات تم تلقيها من مصادر مختلفة منها عبر وسائل الإعلام وغيرها من المصادر العامة.
وما زال التحقيق مستمرا، كما قال دوجاريك. وأضاف- في مؤتمره الصحفي اليومي- أن مكتب خدمات الرقابة الداخلية سيواصل السعي للحصول على معلومات إضافية والتحقق منها ومقارنة ما حصل عليه مع المواد الموجودة لدى السلطات الإسرائيلية التي من المتوقع أن يحصل عليها المكتب قريبا.
ويعتزم أفراد المكتب زيارة إسرائيل عما قريب للحصول على معلومات من السلطات الإسرائيلية قد تكون ذات صلة بالتحقيق. وقال دوجاريك إن تعاون الدول الأعضاء مع المكتب حتى الآن، كان كافيا.
وبعد تلقي الأونروا معلومات عن هذه الادعاءات من السلطات الإسرائيلية- في أوائل العام- قام المفوض العام للوكالة بفصل الموظفين الذين وردت أسماؤهم في الادعاءات.
وقال في ذلك الوقت: "من أجل حماية قدرة الوكالة على تقديم المساعدة الإنسانية، اتخذتُ قرارا بإنهاء عقود هؤلاء الموظفين فورا، وفتح تحقيق من أجل التوصل إلى الحقيقة دون تأخير. أي موظف في الأونروا متورط في أعمال إرهابية ستتم محاسبته، بما في ذلك من خلال الملاحقة الجنائية".
يُذكر أن عددا من المانحين علقوا تمويلهم للأونروا بعد هذه الادعاءات، بما يؤثر بشكل كبير على قدرة الوكالة في مواصلة تقديم الإغاثة المنقذة للحياة لمليوني شخص في غزة، بالإضافة إلى الملايين من لاجئي فلسطين في المنطقة.
وأكد مجتمع العمل الإنساني عدم وجود أي بديل عن الأونروا في غزة. وكرر الأمين العام مرارا التأكيد على أن الأونروا هي العمود الفقري للجهود الإنسانية في غزة، داعيا المانحين إلى إعادة النظر في قرارهم وضمان قدرة الوكالة على مواصلة عملها.