مجلس الأمن يعتمد قرارا يطالب بوقف إطلاق النار في غزة
![](/sites/default/files/styles/hero_header_2xl_1x/public/2024-03/image1170x530cropped_7.jpg?itok=7wGDcggn)
بتأييد 14 عضوا وامتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت، اعتمد مجلس الأمن الدولي قرارا يطالب بوقف فوري لإطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن.
قدمت مشروع القرار الدول العشر غير دائمة العضوية بمجلس الأمن، ومنها الجزائر العضو العربي الوحيد بالمجلس. وأعقب التصويت تصفيق من أعضاء المجلس الذي لم يتمكن مرات عديدة على مدى الشهور الماضية من اعتماد قرار بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
في إطار مطالبته بالإفراج عن جميع الرهائن، طالب القرار بكفالة وصول المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الطبية وغيرها من الاحتياجات الإنسانية، وبامتثال الأطراف لالتزاماتها بموجب القانون الدولي فيما يتعلق بجميع الأشخاص الذين تحتجزهم.
ويشدد القرار على الحاجة الملحة لتوسيع نطاق تدفق المساعدة الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة بأكمله وتعزيز حمايتهم. ويكرر تأكيد مطالبته برفع جميع الحواجز التي تحول دون تقديم المساعدة الإنسانية على نطاق واسع.
وقال الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، أحد مقدمي مشروع القرار، "أخيرا يرتقي مجلس الأمن لحجم المسؤوليات التي تقع عليه باعتباره المسؤول الأول عن حفظ السلم والأمن الدوليين ويستجيب لمطالب الشعوب والمجموعة الدولية".
ووجه الشكر لجميع أعضاء المجلس على المرونة والعمل البناء الذي مكنهم من اعتماد قرار طال انتظاره يطلب وقف إطلاق النار في غزة فورا "من أجل وضع حد للمجازر التي لا تزال للأسف مستمرة منذ أكثر من خمسة أشهر، ذاق خلالها الشعب الفلسطيني كل أشكال العذاب والمعاناة".
السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد قالت إن مجلس الأمن تحدث اليوم دعما للجهود الدبلوماسية الجارية التي تقودها بلادها وقطر ومصر للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار وتأمين الإفراج عن جميع الرهائن والمساعدة في تخفيف المعاناة الهائلة للمدنيين الفلسطينيين في غزة.
وذكرت أن الولايات المتحدة تدعم بشكل كامل هذه الأهداف المهمة وأنها تعمل على مدار الساعة لجعلها حقيقة على الأرض عبر الجهود الدبلوماسية. وقالت: "نقترب من التوصل إلى اتفاق بشأن وقف فوري لإطلاق النار مع الإفراج عن جميع الرهائن، ولكننا لم نصل إلى هذه النقطة بعد. فلنكن واضحين، كان يمكن وقف إطلاق النار قبل شهور لو كانت حماس مستعدة للإفراج عن الرهائن، ولكنها واصلت عرقلة سبيل السلام... والاختباء خلف السكان المدنيين".
ووجهت السفيرة الأمريكية رسالة لأعضاء مجلس الأمن وجميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة في أنحاء العالم دعتهم فيها إلى الحديث علنا ومطالبة حماس بشكل قاطع بقبول الاتفاق المطروح حاليا. وقالت إنها لا تتوقع أن تفعل روسيا والصين ذلك لأنهما، حسب تعبيرها، لم تدينا بعد هجمات حماس الإرهابية على إسرائيل.
السفير رياض منصور المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة قال إن الأمر استغرق ستة أشهر ومقتل وتشويه أكثر من 100,000 فلسطيني وتشريد أكثر من مليوني شخص ومجاعة، حتى يطالب هذا المجلس أخيرا بوقف فوري لإطلاق النار.
وأضاف- أمام المجلس- أن التصويت هو "تصويت من أجل أن تسود الإنسانية، وأن تسود الحياة". وقال منصور إن الفلسطينيين "صرخوا وبكوا ولعنوا وصلـّوا وتحدوا الصعاب من أجل النجاة، ومع ذلك ما زالوا يواجهون الموت والدمار والتهجير والحرمان والمرض، والآن مجاعة من صنع الاحتلال".
وشدد على أن محنة الفلسطينيين يجب أن تنتهي الآن، مضيفا أنه "بينما نتحدث الآن، تستعد عائلات للإفطار وقد فقدوا أحباء لهم حول المائدة، وقد لا يجدون ما يضعونه على أطباق أطفالهم". وشدد منصور على أن تصويت اليوم يجب أن يكون "نقطة تحول وينقذ الأرواح على الأرض ويؤشر إلى نهاية هذا الاعتداء من الفظائع التي تقتل أمتنا".
وأشار إلى أنه تم التعامل مع إسرائيل كدولة فوق القانون لفترة طويلة، "لدرجة أنها تشعر أنها لم تعد مضطرة إلى الاختباء عندما تتصرف كدولة خارجة عن القانون".
غلعاد إردان السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة تساءل عن سبب ما وصفه بـ "تمييز" مجلس الأمن بين الضحايا، قائلا إن المجلس أدان الهجوم المميت على قاعة الحفلات الموسيقية في موسكو يوم الجمعة، "لكنه فشل في إدانة مجزرة مهرجان نوفا للموسيقى في السابع من تشرين الأول/أكتوبر".
وأضاف: "المدنيون - بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه - يستحقون الاستمتاع بالموسيقى في أمن وأمان، ويجب أن يتمتع مجلس الأمن بالوضوح الأخلاقي لإدانة مثل هذه الأعمال الإرهابية على قدم المساواة، دون تمييز...للأسف، رفض هذا المجلس اليوم أيضا إدانة مجزرة 7 أكتوبر - وهذا وصمة عار".
وقال السفير الإسرائيلي إنه على مدى السنوات الـ 18 الماضية، "شنت حماس هجمات متواصلة ضد المدنيين الإسرائيليين، وأطلقت آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية العشوائية ضد المدنيين". وأضاف أنه على الرغم من فشل القرار في إدانة حماس، إلا أنه "ذكر شيئا كان ينبغي أن يكون القوة الأخلاقية الدافعة"، موضحا ما يعنيه بالقول إن"هذا القرار يدين أخذ الرهائن، مذكرا بأنه انتهاك للقانون الدولي". وقال إن احتجاز المدنيين الأبرياء كرهائن يعد جريمة حرب.
وأضاف: "عندما يتعلق الأمر بإعادة الرهائن إلى الوطن، يجب على مجلس الأمن ألا يكتفى بالكلمات فحسب، بل يجب أن يتخذ إجراءات حقيقية".
ردود فعل مسؤولي الأمم المتحدة
فور اعتماد القرار نشر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش منشورا على موقع إكس، قال فيه: "المجلس وافق للتو على قرار طال انتظاره بشأن غزة يطالب بوقف فوري لإطلاق النار والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن. يتعين تطبيق هذا القرار. الفشل لن يُغتفر".
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبرييسوس رحب باعتماد قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن. وحث على تطبيقه الفوري.
كاثرين راسل المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) حثت جميع أطراف الصراع على تطبيق القرار الآن لتخفيف معاناة الكثير من الأطفال والأسر.