غضب أممي إزاء مقتل عاملين في المطبخ المركزي العالمي في "غارات إسرائيلية متعددة"
أعرب كبار مسؤولي الأمم المتحدة عن الصدمة والغضب إزاء مقتل 7 من عاملي الإغاثة مع منظمة المطبخ المركزي العالمي في غارات جوية متعددة شنها الجيش الإسرائيلي
قدم الأمين العام للأمم المتحدة وكبار مسؤولي المنظمة تعازيهم لموظفي منظمة المطبخ المركزي العالمي بعد مقتل أفرادها الذين كانوا في مهمة إنسانية في غزة. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة إن تعدد مثل هذه الحوادث هو نتيجة حتمية للطريقة التي تسير بها هذه الحرب.
سيخريد كاخ كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة إعمار غزة التي اختتمت اليوم زيارة للقطاع، كانت قد التقت أمس أعضاء فريق منظمة المطبخ المركزي العالمي الذين قُتلوا بعد ساعات من اللقاء.
وفي بيان صدر اليوم الثلاثاء، قال مسؤول الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة جيمي ماكغولدريك إن هذه "لم تكن حادثة منفردة".
وبحلول 20 آذار/مارس، قُتل ما لا يقل عن 196 من العاملين في المجال الإنساني في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ اندلاع هذه الجولة من الصراع في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وأشار المسؤول الأممي إلى أن هذا الرقم يمثل "ما يقرب من ثلاثة أضعاف عدد القتلى المسجل في أي صراع خلال عام".
وقال ماكغولدريك: "منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، أصبحت الأرض الفلسطينية المحتلة واحدة من أخطر وأصعب أماكن العمل في العالم. لم يعد هناك مكان آمن في غزة. ويجب على جميع أطراف النزاع، بما في ذلك حكومة إسرائيل، احترام القانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استهداف العاملين في المجال الإنساني. يتمثل دور عمال الإغاثة في تخفيف معاناة الأشخاص الذين يعانون من الأزمات. ويجب ضمان سلامتهم، إلى جانب سلامة المدنيين الذين يخدمونهم".
يذكر أن المطبخ المركزي العالمي يقدم المساعدة الغذائية التي تشتد الحاجة إليها في قطاع غزة، حيث أظهرت التحليلات الأخيرة أن خطر المجاعة وشيك بالنسبة للسكان البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة. ومنذ اندلاع الصراع، قدمت المنظمة أكثر من 35 مليون وجبة ساخنة وأنشأت أكثر من ستين مطبخاً مجتمعيا.
وأعرب مارتن غريفيثس وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية عن الغضب إزاء مقتل عمال إغاثة لدى المطبخ المركزي العالمي في قطاع غزة. وذكر أن أعمال من يقفون وراء ذلك لا يمكن الدفاع عنها.
وفي بيان نشره على موقع إكس، قال غريفيثس: "كل هذا الحديث عن وقف إطلاق النار، وما زالت هذه الحرب تسرق أفضل من فينا". ووصف عمال الإغاثة أولئك بأنهم "أبطال قُتلوا أثناء محاولتهم إطعام المتضورين جوعا".
المفوض العام للأونروا أعرب عن صدمته لمقتل سبعة من العاملين في المجال الإنساني في غزة عندما تعرضت قافلتهم للقصف من قبل القوات الإسرائيلية. وقال على موقع إكس إن المطبخ المركزي العالمي يقدم المساعدات الغذائية التي تشتد الحاجة إليها للسكان الذين يعانون من الجوع. وشدد على أن العاملين في المجال الإنساني يجب ألا يكون هدفا.
نزع قلب النظام الصحي
قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية إن تدمير مستشفى الشفاء، وهو أكبر مستشفى في غزة بعد حصار دام أسبوعين من قبل الجيش الإسرائيلي "أدى إلى نزع قلب النظام الصحي" من القطاع، مطالبة بضرورة أخذ قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار "على محمل الجد".
وفي معرض استعراض تقييم منظمتها الصادم للوضع في مستشفى الشفاء - الذي كان يضم 750 سريراً و25 غرفة عمليات و30 غرفة للعناية المركزة، قالت الدكتورة مارغريت هاريس للصحفيين في جنيف إن فرق الإغاثة تنتظر "منذ أيام" للحصول على إذن من السلطات الإسرائيلية للوصول إلى المنشأة الصحية المنكوبة، حيث عانى الموظفون والمرضى من "مستويات مروعة من العنف".
وقالت: "تواصلنا مع الطاقم، وأخبرنا مدراء [المستشفى] أن الشفاء قد دمر، ولم يعد قادراً على العمل بأي شكل من الأشكال".
حالة يرثى لها
قالت الدكتورة هاريس إن مستشفى الشفاء أصبح الآن في حالة من الخراب، مؤكدة أن 21 مريضاً على الأقل لقوا حتفهم أثناء حصار القوات الإسرائيلية له.
ومع تدهور الوضع في مستشفى الشفاء، اضطر الطاقم الطبي إلى نقل المرضى إلى مبنى إداري في المجمع حيث لا توجد مراحيض و"لا يوجد ماء وطعام" بحسب المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، التي أفادت بأن العالقين في المكان "كانوا يتقاسمون زجاجة مياه واحدة بين 15 شخصا".
وأشارت إلى أن الطاقم الطبي "لم تكن لديه أي وسيلة لرعاية المرضى، الذين كان الكثير منهم مصابين بجروح خطيرة أو مرضى على مستوى العناية المركزة"، ومنهم أشخاص مزودون بقسطرة بولية من دون أكياس. وقالت للصحفيين: "يمكنكم أن تتخيلوا الرعب الذي كان يحدث".
رفض الوصول
إذا منح الإذن لفرق منظمة الصحة العالمية بالوصول إلى مستشفى الشفاء والمرافق الصحية القليلة المتبقية شمال غزة، فإن أولوياتها ستشمل إدخال الأدوية والوقود والغذاء - وتقييم الإمدادات الأخرى اللازمة وكيفية تقديم الإغاثة للأشخاص الأشد إصابة أو مرضا، وفقا للدكتورة هاريس.
إلا أنها قالت: "نحاول الذهاب [إلى الشمال] منذ أيام وأيام وأيام، وتم رفض معظم مهماتنا. لن نكون قادرين على توفير الأشياء التي يحتاجها أي مستشفى فعال، ولكن قبل كل شيء نحتاج إلى إجراء تقييم لفهم ما يمكننا القيام به. ثانياً، فيما يتعلق بأولئك الذين يجب إخلاؤهم: أين يمكن أن يذهبوا وماذا يمكننا أن نفعل لإنقاذ حياة المرضى المتبقين؟"
ويأتي هذا التطور وسط تجدد المخاوف المتعلقة بسلامة عمليات الإغاثة في غزة، بعد أن أدت غارات جوية إسرائيلية متعددة في دير البلح إلى مقتل سبعة عاملين إنسانيين من منظمة المطبخ المركزي العالمي. وأكدت الدكتورة هاريس أنه تم الاتفاق على مهمة المنظمة غير الحكومية مع السلطات الإسرائيلية مسبقاً وأنه كانت على سيارات المنظمة "علامات واضحة" تدل بشكل لا لبس فيه على أنها تابعة للمطبخ المركزي العالمي.
قُتل مئات العاملين في مجال الرعاية الصحية أثناء أداء واجبهم، إلى جانب 32 ألف مدني، 70 بالمائة منهم نساء وأطفال. وفي هذا السياق قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية: "نحن نكافح من أجل فهم أعداد الوفيات التي تتجاوز الأرقام المبلغ عنها للأشخاص الذين قتلوا في القصف، لأن الكثير من الناس لا يصلون حتى إلى المستشفيات".