في أعقاب أمر إخلاء أصدرته السلطات الإسرائيلية وما تلاه من تكثيف للأعمال العدائية في تلك المنطقة.
وأفاد المكتب في آخر تحديث له بأن حوالي 150 ألف شخص فروا من مناطق في خان يونس أمس الاثنين، وفقا لتقديرات الزملاء العاملين في المجال الإنساني الذي يراقبون حركة السكان في تلك المنطقة. وأعرب عن القلق إزاء الفاصل الزمني القصير بين إلقاء المنشورات التي تطلب من الناس المغادرة، وتصعيد العمليات العسكرية، وهو ما شكل خطرا كبيرا على الفارين، وكمثال على ذلك بلغت تلك الفترة الفاصلة حوالي ساعة فقط.
وقال المكتب إن بعض من فروا كانوا يتحركون دون أي متعلقات، كما تسبب التصعيد الفوري للأعمال العدائية في أن يـَعلق العديد من الناس في المنطقة التي شملها الإخلاء. وشمل ذلك أناسا حركتهم محدودة وأفراد عائلاتهم الذين يساعدونهم.
الفرار دون متعلقات
ونبه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن كل أمر إخلاء يربك حياة الناس ويجبرهم على الانتقال إلى مناطق بها النذر اليسير من البنى التحتية أو لا تتوافر على الإطلاق حيث الوصول محدود للغاية للمأوى أو الرعاية الصحية أو الصرف الصحي وغير ذلك من المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.
وأوضح أن المنطقة التي طالها أمر الإخلاء الذي صدر أمس شملت مركزين للرعاية الصحية الأولية ونقطتين طبيتين، فضلا عن عشرات نقاط توزيع الأغذية وثماني نقاط لتوفير الوجبات المطبوخة.
وتوقفت جميع هذه المراكز عن العمل، ولم يبق سوى مطبخ مجتمعي واحد يعمل لخدمة أولئك الذين بقوا في المنطقة، وفقا لتحديث المكتب. وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأن أقساما مختلفة من طريق صلاح الدين شهدت اليوم وأمس حوادث أمنية، شملت إطلاق نار.
وتم تضمين أجزاء من هذا الطريق، الذي يعد طريقا رئيسيا للسلع الإنسانية، في توجيهات الإخلاء الصادرة أمس. ونتيجة لهذا، اضطر العاملون في المجال الإنساني إلى إعادة توجيه العديد من تحركاتهم الأساسية إلى الطريق الساحلي، وهو ليس بديلا ملائما بسبب الازدحام.
إصابة مركبتين تابعتين لليونيسف
في تطور آخر، أشار المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك في المؤتمر الصحفي اليومي إلى حادثة أمنية وقعت اليوم الثلاثاء حيث أصيبت مركبتان تحملان شعار منظمة اليونيسف بوضوح بالذخيرة الحية أثناء وقوفهما عند نقطة انتظار محددة بالقرب من حاجز وادي غزة.
وأضاف أن المركبتين كانتا في طريقهما للم شمل خمسة أطفال، بمن فيهم طفل رضيع، مع والدهم.
وذكر أن هذا هو حادث إطلاق النار الثاني الذي يشمل سيارات اليونيسف في الأسابيع الاثني عشر الماضية، مشيرا أيضا إلى تعرض الأونروا لحادث مماثل يوم الأحد.
وقال دوجاريك "نؤكد بقوة أن العاملين في المجال الإنساني محميون بموجب القانون الدولي الإنساني ويجب ألا يتم استهدافهم أبدا".
وفي موضوع آخر، قال دوجاريك إن اليونيسف نجحت في نقل بعض أنابيب المياه إلى شمال غزة أمس.
وأضاف أن هذه الأنابيب سوف تُستخدم لتوفير المياه لمنطقة جباليا، مضيفا أن "هذا يذكرنا بأن سكان غزة يعيشون الآن على ربع إمدادات المياه التي كانت لديهم قبل بدء هذا الصراع".
استمرار النزوح من الشمال للجنوب
بدورها، قالت منظمة الصحة العالمية إن مستشفى ناصر في خان يونس اضطر إلى التعامل مع تدفق المرضى، في أعقاب الأعمال العدائية في المنطقة. وأضافت أن بعض الإمدادات الطبية التي قدمتها المنظمة الأسبوع الماضي - والتي تكفي لنحو عشرة آلاف مريض ــ تُستخدم لعلاج المصابين في أحدث واقعة سقوط ضحايا جماعية.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إنه في الوقت نفسه يستمر النزوح أيضا من شمال قطاع غزة إلى الجنوب، وكذلك داخل منطقة البريج في دير البلح ومنها، وسط الأعمال العدائية المستمرة، منبها إلى أن قدرة العاملين في المجال الإنساني على دعم النازحين الجدد محدودة للغاية.
لكنه أكد أنهم يواصلون بذل كل ما في وسعهم لتوفير الرعاية الصحية وخدمات حماية الأطفال، فضلا عن المساعدات النقدية، والمواد الأساسية.