فيما يلوح شبح الجوع وسوء التغذية في الأفق، حذر العاملون الإنسانيون التابعون للأمم المتحدة من أن الزراعة، وحتى البستنة على نطاق صغير، في القطاع لا تزال متوقفة.
في تقييم لمستويات الجوع في غزة، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن كمية قليلة جدا من الإغاثة تصل إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها. وقال: "إن انعدام الأمن، والطرق المتضررة، وانهيار سيادة القانون والنظام، والقيود المفروضة على الوصول، لا تزال تعيق الحركة على طول طريق الشحن الإنساني الرئيسي بين معبر كرم أبو سالم وخان يونس ودير البلح".
وأشار مكتب الأوتشا إلى أن عمليات تسليم الوقود والإمدادات الإغاثية غير الكافية لم تترك سوى ستة مخابز عاملة في شمال غزة، وهي تتلقى كميات ضئيلة من المواد تكفي لتشغيلها لبضعة أيام فقط في كل مرة.
وحذرت من أن النقص الحاد في السلع الأساسية أثر على المطابخ المجتمعية، وزاد من "خطر تلف الإمدادات الغذائية العالقة" وسط درجات حرارة الصيف المرتفعة.
وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية: "بالإضافة إلى ذلك، كانت قدرة إنتاج الوجبات الساخنة في محافظتي غزة وشمال غزة غير كافية لدعم عشرات الآلاف من النازحين الجدد. أدى عدم دخول الإمدادات التجارية إلى شمال غزة لمدة ثلاثة أشهر تقريبا إلى نقص شبه كامل في مصادر البروتين مثل اللحوم والدواجن في السوق المحلية".
انحصار الإنتاج المحلي
وقالت الوكالة الأممية إن بضعة أنواع فقط من الخضروات المنتجة محليا متاحة "بأسعار باهظة" في شمال غزة اليوم، في حين حذرت من أن نقص "البذور والأسمدة وغيرها من مدخلات الإنتاج الحيواني والمحاصيل" لا يزال يشكل عقبة رئيسية أمام استعادة الإنتاج الغذائي المحلي في غزة.
كما أشار مكتب الأوتشا إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية ألحقت أضرارا كبيرة في رفح وأدت إلى مزيد من النزوح هذا الأسبوع من شرق خان يونس، "حيث كان الإنتاج الزراعي يتركز بشكل كبير قبل الحرب".
وبالإضافة إلى الأضرار الأخيرة التي لحقت بالصوبات الزراعية، أصبحت مزارع وحقول غزة الآن بلا رعاية. ووفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فإن "عواقب تفويت الموسم الزراعي القادم من المرجح أن تدمر سبل عيش الناس".
وكان أحدث تقرير تصنيف مرحلي دولي مشترك للأمم المتحدة حول مستويات الجوع في غزة قد أشار إلى أن 96 في المائة من سكان غزة ــ نحو 2.15 مليون شخص ــ يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد.