الأمين العام للأمم المتحدة يدين استمرار الخسائر في الأرواح ويدعو لحماية المدنيين
أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشكل لا لبس فيه، استمرار الخسائر في الأرواح على نطاق واسع في غزة
بما في ذلك في الغارات الجوية الإسرائيلية في بيت لاهيا، والتي قتلت العشرات من الفلسطينيين، من بينهم العديد من النساء والأطفال. وشدد على ضرورة احترام المدنيين وحمايتهم في جميع الأوقات.
وقال الأمين العام - على لسان نائب المتحدث باسمه، فرحان حق، في المؤتمر الصحفي اليومي - إنه لا يزال يشعر بقلق بالغ إزاء الوضع المتدهور بسرعة للمدنيين في شمال غزة، بما في ذلك النزوح الجماعي ونقص الضروريات اللازمة للبقاء على قيد الحياة. ودعا إلى إتاحة الوصول الفوري وغير المقيد للفرق الإنسانية وفرق الإنقاذ من أجل إنقاذ الأرواح.
ونبه غوتيريش إلى أن الهجمات الأخيرة التي ضربت المستشفيات في شمال غزة تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية المروعة بالفعل وتعرض حياة عشرات الآلاف للخطر الشديد. وأكد أهمية حماية المرضى والطاقم الطبي وعدم استهداف المستشفيات. كما شدد على ضرورة إعطاء الأولوية للوصول إلى الرعاية الطبية الأساسية والإمدادات لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح.
وقال الأمين العام إن انتهاكات القانون الإنساني الدولي التي نشهدها في غزة من قبل كافة أطراف هذا الصراع "غير مقبولة"، مؤكدا ضرورة المساءلة عن أي جرائم دولية ارتكبها أي طرف. وجدد دعوته لوقف إطلاق النار فورا والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن في غزة.
رفض الوصول لليوم الرابع على التوالي
على صعيد ذي صلة، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن السلطات الإسرائيلية رفضت، اليوم الاثنين، طلبا عاجلا للوصول إلى منطقة الفلوجة في جباليا لمساعدة المحاصرين تحت الأنقاض لليوم الرابع على التوالي.
وأكد المكتب الأممي، مرة أخرى، أن هذه التأخيرات من المرجح أن تؤدي إلى خسائر في الأرواح.
وأوضح أن السلطات الإسرائيلية رفضت أيضا طلبا منفصلا، اليوم الاثنين، للوصول إلى جباليا لتوزيع الغذاء والأدوية والوقود لتشغيل مرافق المياه، وسط انقطاع التيار الكهربائي المستمر ونفاد الوقود اللازم لتشغيل مرافق المياه، مشيرا إلى أن الناس يخاطرون بحياتهم إما للعثور على مياه الشرب أو استهلاك المياه من مصادر غير آمنة.
وحذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية من أن المساعدات الإنسانية لا تصل إلى مخيم جباليا للاجئين تقريبا، وأن الاتصالات معطلة بشدة في خضم الغارات الجوية المستمرة والقصف والقتال في جميع أنحاء شمال غزة، حيث يؤدي العنف إلى نزوح المزيد من الناس.
وأوضح مكتب أوتشا أن السلطات الإسرائيلية رفضت 28 طلبا في الفترة بين 6- 20 تشرين الأول/ أكتوبر لتنسيق التحركات الإنسانية إلى جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، وواجهت سبعة منها عقبات.
عقبات في الوصول
وفي غضون ذلك، قال مكتب أوتشا إن السلطات الإسرائيلية لم تيسر خلال الأيام العشرين الأولى من تشرين الأول/ أكتوبر سوى 4 من أصل 66 مهمة إنسانية مخطط لها عبر نقطة التفتيش الإسرائيلية من جنوب غزة إلى شمالها.
وأفاد المكتب الأممي بإعادة فتح معبر إيريز غرب (بيت حانون) قبل أسبوع بعد إغلاق دام قرابة أسبوعين، ولكن جمع الإمدادات لا يزال يشكل تحديا بسبب انعدام الأمن والتأخير الطويل. وتوجه السلطات الإسرائيلية الحركة من هذا المعبر مباشرة إلى مدينة غزة، متجاوزة شمال غزة. وفي الوقت نفسه، لا يزال معبر إيريز مغلقا.
وذكر مكتب أوتشا أن الفرق التابعة له تمكنت من العمل في مدينة غزة. وفي يوم السبت، قادت أوتشا زيارة إلى عدة مواقع في المدينة.
ويؤكد مكتب أوتشا أن دعم المأوى مطلوب بشكل عاجل بسبب الاكتظاظ في المواقع الموجودة، حيث يعيش بعض النازحين الآن في دورات المياه. كما حذر الفريق من أن الافتقار إلى الإضاءة الكافية في هذه الملاجئ يزيد من خطر العنف القائم على النوع الاجتماعي.
حملة التطعيم في الجنوب
وبالانتقال إلى جنوب غزة، أفادت منظمة الصحة العالمية بتلقى ما يقرب من 91 ألف طفل جرعتهم الثانية من اللقاح، في اليوم الثاني من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في الجنوب، بينما حصل ما يقرب من 71 ألف طفل على مكملات فيتامين أ. وبذلك يرتفع إجمالي عدد الأطفال الذين تم تطعيمهم منذ بدء الجولة الثانية من الحملة إلى أكثر من 420 ألف طفل، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.