"ما تفعله القوات الإسرائيلية في شمال غزة المحاصر لا يمكن السماح باستمراره"،
هذا ما أكدت عليه جويس مسويا القائمة بأعمال وكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في بيان صحفي.
وقالت مسويا: "إن المستشفيات قُصفت والعاملين في المجال الطبي اُحتجزوا، وأماكن الإيواء أُخليت وأُحرقت، والمسعفين مُنعوا من إنقاذ الناس من تحت الأنقاض، والأسر فُصلت عن بعضها، والرجال والفتيان يُؤخذون بعيدا مكدسين في الشاحنات".
وأضافت المسؤولة الأممية أن التقارير تفيد بمقتل مئات الفلسطينيين، فيما أجبر عشرات الآلاف على الفرار مرة أخرى. وقالت: "كل سكان شمال غزة معرضون لخطر الموت". وشددت على ضرورة وقف مثل هذا التجاهل الصارخ لأساسيات الإنسانية وقواعد الحرب.
وكان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك قال في بيان صحفي أمس إن أحلك لحظات الصراع في غزة تتكشف في شمال القطاع، حيث يُعرّض الجيش الإسرائيلي السكان بأكملهم للقصف والحصار وخطر المجاعة، فضلا عن إجبارهم على الاختيار بين التهجير الجماعي أو أن يعلقوا في منطقة نزاع نشط.
وأضاف أن "الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم بشكل لا يمكن تصوره. سياسات الحكومة الإسرائيلية وممارساتها في شمال غزة تهدد بإفراغ المنطقة من جميع الفلسطينيين. إننا نواجه ما يمكن أن يرقى إلى مستوى الجرائم الوحشية، بما في ذلك ما يحتمل أن يصل إلى الجرائم ضد الإنسانية".
وأشار تورك كذلك إلى تقارير تفيد بأن الجماعات الفلسطينية المسلحة تواصل العمل بين المدنيين، بما في ذلك أماكن الإيواء، مما يعرض المدنيين للخطر، مشددا على أن هذا أمر غير مقبول على الإطلاق.
ووجه مناشدة إلى قادة العالم قائلا: "أذكركم بمسؤوليتكم لضمان احترام القانون الدولي الإنساني كما هو منصوص عليه في اتفاقيات جنيف. فهذه قواعد مقبولة ومُلزمة عالميا وُضِعَت للحفاظ على الحد الأدنى من الإنسانية. أناشدكم أن تضعوا حماية المدنيين وحقوق الإنسان في المقام الأول، وألا تتخلوا عن الحد الأدنى من الإنسانية".