مخاطر تفكيك الأونروا تضع مصير الملايين على المحك، ونازحون في غزة يناشدون عدم التخلي عنهم
حذر فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)
من أن تفكيك الوكالة، في غياب بديل قابل للتطبيق، سيحرم الأطفال الفلسطينيين من التعليم في المستقبل المنظور.
يأتي هذا في أعقاب مصادقة البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) مؤخرا على قانونين يحظران عمل وكالة الأونروا في إسرائيل (وبالتالي في الأرض الفلسطينية المحتلة) ويمنعان المسؤولين الإسرائيليين من أي اتصال بالوكالة.
وقد أبلغت إسرائيل رسميا الأمم المتحدة اليوم بانسحابها من اتفاق عام 1967 الذي ينظم علاقاتها مع الأونروا.
وقال المفوض العام للوكالة– في منشور على موقع إكس – إن الأونروا هي الوكالة الأممية الوحيدة التي تقدم التعليم مباشرة في مدارس الأمم المتحدة. "مدارسنا هي نظام التعليم الوحيد في المنطقة الذي يتضمن برنامجا لحقوق الإنسان ويتبع معايير الأمم المتحدة وقيمها".
فحتى تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، وفرت الأونروا التعليم لأكثر من 300 ألف صبي وفتاة في غزة - أي ما يعادل نصف مجموع أطفال المدارس، الذين يخسرون الآن عامهم الدراسي الثاني. في الضفة الغربية، يذهب ما يقرب من 50 ألف طفل إلى مدارسنا، وفقا للسيد لازاريني.
ملايين الأطفال عرضة لخطر الاستغلال
وحذر لازاريني من أن الأطفال بدون التعليم سينزلقون إلى براثن اليأس والفقر والتطرف. "وبدون تعليم، سيقع الأطفال فريسة للاستغلال، بما في ذلك الانضمام إلى الجماعات المسلحة. بدون تعلم، ستبقى هذه المنطقة غير مستقرة ومتقلبة. بدون الأونروا، سيبقى مصير ملايين الأشخاص على المحك".
وقال المسؤول الأممي إن الأطفال وتعليمهم لا يتم تضمينهما في أي نقاشات عندما يتحدث "الخبراء" أو السياسيون عن استبدال الأونروا. "لماذا؟ لأنه في غياب دولة فاعلة، لا يوجد بديل".
وشدد مفوض الأونروا أنه بدلا من التركيز على حظر الأونروا أو إيجاد بدائل، يجب أن يكون التركيز على التوصل إلى اتفاق لإنهاء هذا الصراع، مشيرا إلى أن ذلك هو السبيل الوحيد لإعطاء الأولوية للعودة إلى المدرسة لمئات الآلاف من الأطفال الذين يعيشون حاليا بين الأنقاض. "حان الوقت لإعطاء الأولوية للأطفال ومستقبلهم".
"تداعيات كارثية"
مراسلنا في غزة زياد طالب استطلع آراء عدد من النازحين الفلسطينيين في دير البلح، وسط قطاع غزة حول القرار الإسرائيلي بشأن الأونروا فجاءت ردود فعلهم كالآتي:
يقول أحد النازحين: "في حال قرر المسؤولون الإسرائيليون وقف مساعدة الأونروا لنا، فهذا سيشكل خطرا كبيرا للغاية وسيكون كارثيا بالنظر إلى التعداد السكاني وعدد النازحين. هناك أعداد كبيرة من الأطفال والمرضى الذين يتلقون العلاج. الأطفال بحاجة إلى الملابس والحليب. ماذا عساهم أن يفعلوا في حال انقطاع المساعدات عنهم؟ ماذا سيفعل الطفل الصغير؟"
ويقول نازح آخر: "أنا أعيش على خدمات الوكالة. تمنحني الوكالة الطحين والعلاج وتعليم أولادي. انقطاع ذلك يعني انقطاع الحياة والعيش عن العائلة".
بينما وصف نازح آخر القرار الإسرائيلي بأنه "ظالم ومجحف". وأضاف: "ستكون له تداعيات سلبية كبيرة على المجتمع، لأن هناك أناسا يعتمدون بصورة كلية على الوكالة. هناك أسر ليس لها معيل. هناك ما بين 30 و 40% من الأسر التي توفي معيلها. وتعتمد الأرامل على خدمات الشؤون الاجتماعية المقدمة من الأونروا. وسيحدث خلل ونقص كبيران في المساعدات التي تقدم إلى الأسر الفقيرة والتي ستضرر بصورة كبيرة".
نازح آخر قال إن هذا القرار سيؤثر بشكل كبير عليه وعلى كافة المجتمع الفلسطيني. ومضى قائلا: "نعاني نقصا شديدا في المواد التموينية والصحية والوكالة هي شريان الحياة الوحيد بالنسبة لنا وهم الآن ينوون قفل هذا الشريان. أناشد المجتمع الدولي النظر في القرار لأن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى جهة تسنده ويكفي ما نحن فيه".