"كل همي هو أن أرى مكان بيتي"، النازحون في غزة يتطلعون إلى العودة ومستقبل أفضل
١٧ يناير ٢٠٢٥
"أريد أن أعود إلى مدينة غزة لسبب واحد، وهو رؤية والدي"
هذا هو ما يشغل بال الطفل سامي أبو طاحون النازح من مدينة غزة فور تلقي أنباء التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة.
وقال سامي الذي انتهت به رحلة النزوح إلى منطقة النصيرات في وسط غزة إنه لم ير أباه منذ 15 شهرا منذ أن نزحوا من مدينة غزة في شمال القطاع.
وأضاف لمراسل أخبار الأمم المتحدة في غزة: "منذ نزوحنا، فقدت شيئا أساسيا في الحياة، وهو وجود الأب. عندما كانت أمي تطلب مني الذهاب إلى الصلاة، كنت أقول لها لا أريد، بل أريد الانتظار والصلاة مع أبي".
وأعرب الطفل الفلسطيني عن أمله في أن تنتهي الحرب يوم الأحد كما اتفق عليه في اتفاق وقف إطلاق النار.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش قد رحب بإعلان اتفاق تأمين وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة. ودعا جميع الأطراف المعنية إلى الالتزام بتعهداتها وضمان التطبيق الكامل للاتفاق.
وأضاف: "أولويتنا يجب أن تكون تخفيف المعاناة الهائلة الناجمة عن هذا الصراع. الأمم المتحدة تقف مستعدة لدعم تطبيق الاتفاق وتوسيع نطاق تقديم الإغاثة الإنسانية المستدامة للأعداد التي لا تُحصى من الفلسطينيين الذين تستمر معاناتهم".
"حياة أفضل"
تلك المعاناة عبر عنها أيمن أبو رضوان النازح من مدينة غزة إلى وسط القطاع، والذي قال إن هناك حاجة الآن إلى "حلول".
وأضاف لمراسلنا: "نريد أن نفكر الآن في مستقبلنا. كفى موتا ودمارا. تعبنا كثيرا. 15 شهرا من الذل والإهانة والعيش في الخيم البالية. عشنا حر الصيف وبرد الشتاء والصقيع. علاوة على الأطفال الذين ماتوا من البرد. يوجد هنا طفل عمره أسبوعين، نستيقظ على أنينه طوال الليل وهو يرتجف من البرد".
وقال أيمن إنهم يستحقون حياة أفضل من هذه، معبرا عن أمله "في أن تعود الحياة لأفضل ما كانت عليه قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وأن تتحسن ظروفنا، لأننا شعب يستحق حياة أفضل من هذه".
وكان مهند هادي نائب منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط والمنسق الأممي للشؤون الإنسانية في فلسطين قد رحب بإعلان الاتفاق بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، قائلا إنه خطوة أولى أساسية باتجاه تخفيف المعاناة الهائلة الناجمة عن الصراع.
وأكد أن الأمم المتحدة تقف مستعدة لدعم الاتفاق وتوسيع نطاق الإغاثة الإنسانية للفلسطينيين "الذين تحملوا لفترة طويلة ظروفا لا تُحتمل تهدد الحياة".
"الوضع النفسي"
ورغم كل الظروف والمصاعب التي تحملوها، وتبدل الأوضاع حيث كانت تعيش أم محمد حنون وأسرتها في حي الكرامة شمال غزة، إلا أنها عازمة على العودة.
وقالت أم محمد لمراسلنا إنها تلقت أنباء تفيد بأنه تم استخدام روبوت لتدمير منزلها الذي تحول إلى ركام.
وأضافت: "خطتي هي إزاحة الركام وإقامة خيمة على أرض منزلي والعيش فيها. كل همي هو أن أرى مكان بيتي. أتمنى أن تتم إعادة الإعمار في غزة، وأن يعود القطاع كما كان، وتعود حياتنا لما كانت عليه في السابق، وكيفما كنا نتمناها".
وستكون المعاناة الأكبر من وجهة نظر محمد القوقا النازح من مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة إلى النصيرات، هي "الوضع النفسي بالنسبة لنا وأطفالنا ونسائنا لأن الحرب كانت طويلة، وما شهدناه خلال الحرب لم نشهده قبل ذلك".
كيانات الأمم المتحدة المشاركة في هذه المبادرة
وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى