قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال التي بدأت قبل أيام انتهت أمس الأربعاء، حيث وصلت إلى أكثر من 600 ألف طفل دون سن العاشرة. يأتي هذا في وقت نبه فيه مسؤول أممي إلى أن "الضفة الغربية تواجه عنفا ومشاكل وانتهاكات خطيرة في هذه المرحلة".
وفي آخر تحديث أصدره اليوم الخميس، أفاد المكتب بأن منظمة الصحة العالمية قدمت إمدادات إلى ثلاثة مستشفيات وخمسة شركاء صحيين سيخدمون 250 ألف شخص في جميع أنحاء قطاع غزة.
وفي الوقت نفسه، دعمت المنظمة توسيع أقسام الفرز والطوارئ في مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وذلك من خلال توفير الخيام و20 سريرا إضافيا.
وقدمت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) هذا الأسبوع مجموعات صحية أساسية للأطفال وأدوية للأطفال ولوازم حديثي الولادة لأكثر من 20 ألف شخص في مستشفى العودة، الذي يقع شمال غزة.
مزيد من المساعدات الغذائية
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية كذلك إن الشركاء الذين يعملون في مجال الأمن الغذائي أفادوا بأنه منذ 3 شباط/فبراير تم توزيع حوالي 860 ألف وجبة مطبوخة في نحو 180 مطبخا يوميا، وهذا يمثل زيادة بنسبة تفوق 10 في المائة مقارنة بـ 780 ألف وجبة في الأسبوع الثاني من هذا الشهر.
وأفاد برنامج الأغذية العالمي بأن الخبز المدعوم متاح الآن في 24 متجرا للبيع بالتجزئة في جنوب القطاع حتى تتمكن الأسر من الوصول الآمن إلى المواد الغذائية الأساسية دون ازدحام.
وتم إنشاء ما لا يقل عن أربع نقاط توزيع في شمال غزة لتخفيف العبء على الأسر التي اضطرت إلى السفر لمسافات طويلة للحصول على الغذاء مع زيادة تكاليف النقل ومخاطر الحماية.
العودة إلى المدارس
وأشار مكتب أوتشا إلى أنه والشركاء على الأرض يواصلون توسيع نطاق تقديم المساعدات، كما أن العمل على تحسين الوصول إلى المياه والصرف الصحي مستمر على مدار اليومين الماضيين.
وأضاف أنه تم إنشاء نقطتين للمياه وتوسيعهما في محافظة شمال غزة، كما تم إصلاح قسمين من شبكات المياه لدعم توفير المياه طويل الأمد في خان يونس. وقال المكتب كذلك إنه اعتبارا من أمس الأربعاء، التحق 100 ألف طفل بالمدارس بعد بدء العام الدراسي الجديد، الذي بدأ في 23 شباط/فبراير.
وأضاف أنه أعيد فتح 165 مدرسة عامة في جميع أنحاء غزة. وستكون هذه هي المرة الأولى التي يعود فيها الطلاب إلى التعلم الشخصي منذ 16 شهرا.
الوضع في الضفة الغربية
وعن الأوضاع في الضفة الغربية، أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن عمليات القوات الإسرائيلية مستمرة في جنين وطولكرم وطوباس، مما أدى إلى مزيد من الضحايا والنزوح وإعاقة الوصول إلى الرعاية الصحية والمياه والكهرباء وغيرها من الخدمات الأساسية.
وأضاف أنه بشكل عام، لا يزال الوضع في جميع أنحاء الضفة الغربية مثيرا للقلق الشديد. وشدد مجددا على ضرورة احترام القانون الدولي وحماية المدنيين. بدوره، قال مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، أجيث سونغاي إن الشاغل الرئيسي هو أن الضفة الغربية تعيش بالفعل حالة طوارئ.
وأضاف في تصريح لأخبار الأمم المتحدة: "لم يعد الأمر يتعلق بدق ناقوس الخطر بشأن حالة طوارئ أو عنف وانتهاكات للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان في الضفة الغربية. لكننا وصلنا بالفعل إلى تلك المرحلة".
ونبه إلى أن الخلاصة مما يحدث الآن هو أن هناك 40 ألف نازح من جنين وطولكرم وطوباس تم تهجيرهم قسرا من قبل القوات الإسرائيلية، التي تستخدم ما يطلق عليه أساليب ووسائل الحرب بما في ذلك الأسلحة الثقيلة مثل الطائرات المقاتلة، ومؤخرا الدبابات، والصواريخ التي تطلق من على الكتف.
وأضاف سونغاي أنه من خلال الشهادات التي جمعها مكتب حقوق الإنسان، فإنه يُطلب من الناس مغادرة المخيمات في تلك المناطق بأسرع وقت ممكن، "وأن العودة ليست خيارا"، مضيفا أنه "إذا نظرت إلى الرسالة العامة التي يصدرها وزراء إسرائيليون فإنها تقول إن الفلسطينيين لا يستطيعون العودة لمدة عام تقريبا".
قيود شديدة على الحركة
وأشار مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى قضايا أخرى بما فيها العنف من قبل المستوطنين، و"القيود الشديدة على حركة الناس".
وأشار إلى إنشاء ما لا يقل عن 18 حاجزا معدنيا جديدا أو نقطة تفتيش منذ كانون الثاني/يناير 2025، و149 منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأضاف: "ما يحدث مع هذه القيود هو أن الناس لا يستطيعون العمل وعيش حياة يومية طبيعية. إن هذا الوضع يفصل العائلات، ويبعد الناس عن مدارسهم، ومكاتبهم، وأقاربهم. ويكسر حقا نسيج المجتمع".
وأشار المسؤول الأممي أيضا إلى طرد الرعاة الفلسطينيين، حيث "نرى المستوطنين يدخلون إلى مجتمعات الرعاة ويهددونهم ويخلقون شعورا بالخوف في المجتمع يدفعهم (الرعاة) إلى مغادرته".