قال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن إبقاء المعابر إلى غزة مغلقة ستكون له "عواقب مدمرة على السكان الذين بدأوا للتو في التعافي من شهور من الحرمان والجوع"، ودعا الدول وأصحاب النفوذ إلى استخدام "كل الوسائل المتاحة لضمان استمرار وقف إطلاق النار".
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن المعابر إلى غزة - كرم أبو سالم وزيكيم وإيريز - لا تزال مغلقة أمام الشاحنات لليوم الثالث على التوالي. وفي مؤتمره الصحفي اليومي، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن السلطات الإسرائيلية رفضت المحاولات الأممية لجمع الإمدادات الإنسانية التي عبرت معبر كرم أبو سالم قبل إغلاقه.
من جانبه، قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن قرار إسرائيل بوقف المساعدات إلى غزة "يهدد حياة المدنيين المنهكين من ستة أشهر من الحرب الوحشية". وأضاف أن المساعدات الإنسانية يجب أن تستمر في التدفق على نطاق واسع، على غرار ما رأيناه خلال الأسابيع الستة الماضية عندما بدأ وقف إطلاق النار.
وعلى الرغم من التطورات الأخيرة، تبذل الأمم المتحدة وشركاؤها الإنسانيون على الأرض كل ما في وسعهم لاستمرار العمليات في مختلف أنحاء قطاع غزة. وقال المتحدث باسم المنظمة إن وحدة غسيل الكلى في مستشفى الرنتيسي للأطفال استأنفت خدماتها يوم أمس، إلى جانب تشغيل وحدة المرضى الداخليين التي تضم 25 سريرا، كما استؤنفت خدمات طب الأطفال في المستشفى الإندونيسي.
وأفادت منظمة الصحة العالمية بأنه تم اليوم إجلاء 29 طفلا مريضا من غزة إلى الأردن عبر إسرائيل لتلقي العلاج الطبي المتخصص، إلى جانب 43 مرافقا. وقال دوجاريك إن هذه كانت أول عملية إجلاء طبي إلى الأردن بدعم من المنظمة منذ بدء وقف إطلاق النار.
تفاقم معاناة النساء
من جانبه قال مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان الإقليمي بالدول العربية إن قرار الحكومة الإسرائيلية منع دخول المساعدات إلى غزة يسبب المزيد من المعاناة للنساء والفتيات اللواتي "حُرمن بالفعل من الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة "ويهدد صحتهن ويمس كرامتهن".
وأكد المكتب أن القيود المفروضة تتجاهل القانون الدولي الإنساني بشكل صارخ، "وهو أمر غير قابل للتفاوض وينص بشكل لا لبس فيه على أن إسرائيل يجب أن تسهل تسليم المساعدات الإنسانية بغض النظر عما إذا كان وقف إطلاق النار صامدا أم لا".
وقال الصندوق إن إعادة فرض الحصار على غزة يهدد بعكس مسار التقدم في وقت حرج حيث يكافح الناس من أجل البقاء. فمنذ بدء وقف إطلاق النار، ركز صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاؤه على استعادة الخدمات الأساسية للنساء والفتيات، حيث قدم خدمات الصحة الإنجابية والحماية لـ 170 ألف امرأة وفتاة، وأنشأ وجهز 16 مرفقا صحيا مؤقتا لتوفير الرعاية الصحية الحرجة لآلاف النساء الحوامل وللأمهات من بين أنشطة أخرى.
وعلى الرغم من هذه الجهود، قال الصندوق إن احتياجات النساء والفتيات لا تزال هائلة، حيث خلفت الحرب دمارا لا يمكن تصوره فيما انتشر المرض والجوع وأصبح النظام الصحي في حالة خراب.
وفي بيان له قال المكتب الإقليمي: "أظهر التخفيف المؤقت للقيود أثناء وقف إطلاق النار ما هو ممكن عندما يُسمح للمساعدات بالوصول إلى المحتاجين. لا يمكننا أن نقبل العودة إلى القيود الخانقة التي حددت هذا الصراع".
ودعا الصندوق جميع الأطراف إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي بشكل كامل وعاجل، ورفع الحصار والسماح للمساعدات الإنسانية بالتدفق بحرية إلى غزة.
العمليات الإسرائيلية في الضفة تتوسع
وبالتطرق إلى الوضع في الضفة الغربية، أكد دوجاريك أن العمليات الإسرائيلية في مخيم جنين للاجئين استمرت وتوسعت إلى الجزء الشرقي من مدينة جنين، "مما أسفر عن مزيد من القتلى والتدمير والتشريد".
وقال إن القوات الإسرائيلية أمرت سكان ذلك الجزء من مدينة جنين بإخلاء منازلهم، مما أدى إلى تشريد حوالي 30 أسرة، بما في ذلك ثلاث أسر على الأقل كانت قد نزحت في وقت سابق. وأضاف: "خلال العملية استخدمت القوات الإسرائيلية الجرافات، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية وانقطاع الكهرباء، وتشديد القيود على الوصول والحركة من وإلى المدينة".