الأونروا تحذر من تداعيات إغلاق 6 مدارس تابعة لها في القدس الشرقية

قال مسؤول في وكالة الأونروا إن أوامر الإغلاق الصادرة عن السلطات الإسرائيلية بحق ست مدارس تابعة للوكالة في القدس الشرقية "تهديد خطير لحق الأطفال في التعليم".
قال مسؤول في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) إن أوامر الإغلاق الصادرة عن السلطات الإسرائيلية بحق ست مدارس تابعة للوكالة في القدس الشرقية "تهديد خطير لحق الأطفال في التعليم".
وفي حوار خاص مع أخبار الأمم المتحدة، قال مدير شؤون وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) في الضفة الغربية، رولاند فريدريك: "يسود القلق بين الأطفال. يخشون عدم القدرة على مواصلة العام الدراسي الذي يستمر حتى نهاية حزيران/يونيو. يخشون أيضا انفصالهم عن أصدقائهم. يخشون كذلك فقدان فرص التعليم. يخشون أن يُضطروا إلى الالتحاق بمرافق تعليمية قد تكون بعيدة جدا أو غير متاحة على الإطلاق".
وأفاد فردريك بأن هناك 800 طالب وطالبة في تلك المدارس وأن هؤلاء الأطفال لا يستطيعون الوصول إلى التعليم بالشكل الملائم خارج هذه المدارس.
وتحدث عن الدور المهم الذي تلعبه الوكالة في تقديم الخدمات للفلسطينيين في القدس الشرقية بما فيها مركزان صحيان يخدمان حوالي 60 ألف مريض، "لا يستطيعون الوصول لمرافق صحية بديلة".
ولفت إلى أنه يجب التمييز بين عمل الأونروا في القدس الشرقية، الذي يُحظر وفقا لتشريعات إسرائيلية، وعملها في بقية الضفة الغربية، حيث لا يُحظر عمل الوكالة وفقا لإسرائيل.
وقال فريدريك "عملياتنا مستمرة إلى حد كبير في الضفة الغربية. هذا يعني أن 90 مدرسة تابعة لنا و41 مركزا صحيا، ومنشآت التمويل الصغير، لا تزال تعمل".
لكنه شدد على أن هناك "أزمة إنسانية حادة" في شمال الضفة الغربية، نتيجة لعملية قوات الأمن الإسرائيلية التي بدأت أواخر كانون الثاني/ يناير، وأدت إلى نزوح أكثر من 40 ألف لاجئ فلسطيني من ثلاثة مخيمات للاجئين.
وأكد المسؤول الأممي أنه رغم التحديات فإن الأونروا تسعى للوفاء بالتزامها الإنساني والتفويض الممنوح لها، بمواصلة تقديم الخدمات للمجتمعات في القدس الشرقية، مضيفا: "سنستمر في القيام بذلك قدر الإمكان".
فيما يلي نص الحوار مع مدير شؤون وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) في الضفة الغربية.
أخبار الأمم المتحدة: ما تفاصيل أوامر إغلاق ست مدارس تابعة للأونروا في القدس الشرقية؟
رولاند فريدريك: الوضع مقلق للغاية. تلقينا قبل نحو أربعة أسابيع إخطارات من وزارة التعليم الإسرائيلية بإغلاق المدارس الثلاث التي نديرها في مخيم شعفاط للاجئين، وثلاث مدارس أخرى داخل القدس الشرقية. لدينا 800 طالب في هذه المدارس حتى الآن. وهؤلاء الأطفال لا يحصلون على تعليم كافٍ خارج هذه المدارس.
هذا أمر مقلق للغاية بالنسبة للأطفال والعائلات. إنهم يخشون من أن يُحرموا من شبكات أصدقائهم ومجتمعاتهم. ويأتي هذا بينما لا يزال العام الدراسي مستمرا.
هذا أمر غير مسبوق. إنه تهديد خطير لحق هؤلاء الأطفال في التعليم، وهو أمر مقلق للغاية، لا سيما أن أوامر الإغلاق هذه من المفترض أن تدخل حيز التنفيذ في 8 أيار/مايو 2025، أي بعد أقل من أسبوع من الآن.
أخبار الأمم المتحدة: إذا تحدثنا عن الخدمات الأخرى، فما هي برامج الأونروا الأخرى المعرضة للخطر في الضفة الغربية، بما في ذلك المراكز الصحية، على سبيل المثال؟
رولاند فريدريك: أعتقد أنه يجب علينا التمييز بين عملنا في القدس الشرقية المحتلة، والذي يُحظر وفقا للتشريعات الإسرائيلية، وعملنا في بقية الضفة الغربية، حيث لا يُحظر عمل الأونروا وفقا لإسرائيل.
في القدس الشرقية، بالإضافة إلى ست مدارس تضم 800 طفل، هناك مركزان صحيان، أحدهما في البلدة القديمة والآخر في مخيم شعفاط للاجئين، يخدمان حوالي 60,000 مريض. مرضى لا يستطيعون الوصول بشكل كاف إلى المرافق الصحية الأخرى، ومرضى يعانون من أمراض غير معدية، ومرضى يحملون هوية الضفة الغربية ولا يستطيعون الوصول إلى مرافق صحية بديلة، ومرضى فقراء.
بالإضافة إلى ذلك، عندما يتعلق الأمر بالقدس الشرقية، فنحن مسؤولون أيضا عن جمع القمامة في مخيم شعفاط للاجئين، والذي يقع بالمناسبة على الجانب الفلسطيني مما يسمى الجدار الفاصل.
بالإضافة إلى ذلك، ندير مركزا للتدريب المهني شمال القدس، على الجانب الفلسطيني من الجدار يضم 350 متدربا، جميعهم من الضفة الغربية، من مختلف الخلفيات، من مخيمات اللاجئين، والشباب المهمّشين الذين لا يستطيعون الوصول إلى مرافق أخرى.
الجدير بالذكر أيضا أن مقرنا الرئيسي في القدس الشرقية المحتلة في حي الشيخ جراح، لا نستطيع العمل منه حاليا بسبب التهديدات الأمنية المستمرة، وتهديدات سلامة وأمن موظفينا، والهجمات المستمرة على المقر.
تعرضنا، مجددا، لهجوم حرق متعمد على هذه المرافق قبل ثلاثة أسابيع، بالإضافة إلى تدمير مستمر للسياج والكاميرات والبنية التحتية الأمنية، مع أضرار مادية جسيمة. لذا، فإن هذا المكان غير آمن لعمل موظفينا، على الرغم من أن هذه المنشأة محمية بامتيازات وحصانات الأمم المتحدة.
أما في الضفة الغربية بشكل عام، فإن عملياتنا مستمرة إلى حد كبير. هذا يعني أن 90 مدرسة تابعة لنا و41 مركزا صحيا، ومنشآت التمويل الصغير، لا تزال تعمل.
لكننا نواجه أزمة إنسانية حادة في شمال الضفة الغربية، نتيجة لعملية قوات الأمن الإسرائيلية المستمرة، التي بدأت أواخر كانون الثاني/ يناير، وأدت إلى نزوح أكثر من 40 ألف لاجئ فلسطيني من ثلاثة مخيمات للاجئين. كما أدى ذلك إلى تدميرٍ غير مسبوق للبنية التحتية في تلك المخيمات بما في ذلك شبكات الصرف الصحي، والمنازل.
وهؤلاء اللاجئون الفلسطينيون الذين يزيد عددهم عن 40 ألف لاجئ، نزحوا قسرا، ولا يزالون كذلك حتى يومنا هذا. الأونروا تقدم لهم الدعم الإنساني قدر استطاعتها.
أخبار الأمم المتحدة: إذا تحدثنا عن زيارتك الأخيرة لمخيم شعفاط، ما هي الرسائل التي سمعتها من الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين خلال تلك الزيارة؟ كيف يتعامل المجتمع مع هذا الغموض؟
رولاند فريدريك: هناك قلق كبير. يسود القلق بين الأطفال. يخشون عدم القدرة على مواصلة العام الدراسي الذي يستمر حتى نهاية حزيران/يونيو. يخشون أيضا انفصالهم عن أصدقائهم. يخشون كذلك فقدان فرص التعليم. يخشون أن يُضطروا إلى الالتحاق بمرافق تعليمية قد تكون بعيدة جدا أو غير متاحة على الإطلاق. لذا، يساور الأطفال قلق كبير.
هذه مدارس مجانية؛ نُدرِّس فيها من الصف الأول إلى التاسع. الكثير من هؤلاء الأطفال فتيات صغيرات يشعرن بالأمان هناك، ويشعرن بأنها بيئة تعليمية مناسبة، لكنهن قد يفقدنها.
بالإضافة إلى ذلك، يشعر الأهالي بالقلق أيضا. تقدم الأونروا خدماتها في هذا المخيم للاجئين منذ ستينيات القرن الماضي، أي قبل الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية. لدى الأونروا تاريخ طويل في التدريس في هذا المكان، وتحظى بالتقدير لجودة الخدمات التي نقدمها.
أود أن أضيف نقطة أخرى، وهي أنه نظرا لعدم حصول جميع موظفي الأمم المتحدة الدوليين على تأشيرات من السلطات الإسرائيلية منذ أواخر كانون الثاني/يناير 2025، فإن موظفينا المحليين على الأرض هم من يخاطرون بمواصلة خدمة مجتمعاتهم.
ومن الأمثلة على ذلك أن أوامر الإغلاق الصادرة كانت موجهة في الواقع إلى هؤلاء المسؤولين في المدارس بصفتهم الشخصية، وليس بصفتهم الرسمية، رغم أن المسؤولين هناك يتمتعون بوضوح تام بالحماية الكاملة بموجب امتيازات وحصانات الأمم المتحدة. لذا، فهذه سابقة مثيرة للقلق للغاية أيضا بالنسبة للخدمات الأخرى التي لا نزال نقدمها في القدس الشرقية. ومن ثم، فإنها صورة قاتمة.
أخبار الأمم المتحدة: في هذه البيئة الصعبة، ما هي الخطوات التي تدرسها الأونروا لدعم استمرارية خدماتها في القدس الشرقية؟
رولاند فريدريك: لقد كنا واضحين للغاية منذ دخول هذه القوانين ضد الأونروا حيز التنفيذ بالكامل في 29 كانون الثاني/يناير، أولها هو أننا نسعى إلى الوفاء بالتزامنا الإنساني وتفويضنا بمواصلة تقديم هذه الخدمات للمجتمعات في القدس الشرقية. وسنستمر في القيام بذلك قدر الإمكان.
لقد بُذلت جهود قانونية من قِبل منظمات المجتمع المدني الإسرائيلية أمام المحاكم ضد هذه القوانين وضد أوامر الإغلاق هذه. ولا تزال بعض هذه الإجراءات قيد النظر.
وندعو جميع الجهات الفاعلة بوضوح إلى احترام الالتزامات بموجب القانون الدولي، لا سيما احترام حرمة مباني الأمم المتحدة في القدس الشرقية، بما في ذلك الأونروا، وكذلك إلى دعم احترام تفويضات الأونروا. نحن نقدم هذه الخدمات بناء على تفويض من الجمعية العامة للأمم المتحدة.
تتمتع الأونروا بوضوح بامتيازات وحصانات كاملة كأي وكالة أخرى تابعة للأمم المتحدة. ويواجه موظفونا هناك مخاطر شخصية جسيمة. لذلك، نقوم بتقييم الوضع بشكل يومي. هل لا يزال العمل آمنا لموظفينا أم لا؟ من حيث المبدأ، سنبقى هناك لأطول فترة ممكنة.