بيان صحفي

تصعيد في الهجمات على غزة مع نمط من الضربات على خيام النازحين داخلياً والمباني السكنية والمستشفيات المكتظة

١٩ مايو ٢٠٢٥

يثير تصعيد الهجمات الذي شنّته القوات العسكرية الإسرائيلية على غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع مزيداً من القلق بشأن فرض إسرائيل ظروفاً معيشية على الفلسطينيين باتت بشكل متزايد غير متوافقة مع استمرار وجودهم في غزة. هذه الهجمات الأخيرة، التي تُجبر الناس على التنقل أثناء تعرضهم للقصف، والتدمير المنهجي لأحياء بأكملها، وحرمان السكان من المساعدات الإنسانية، كلها مؤشرات على محاولة واضحة لإحداث تغيير ديموغرافي دائم في غزة، في تحدٍ صريح للقانون الدولي، يرقى إلى التطهير العرقي. يموت المدنيون الفلسطينيون تحت القصف أو من الجوع، بشكل لا يمكن تحمّله، لذا يجب التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وتنفيذه دون تأخير.

في 19 أيار/مايو، أعلنت القوات الإسرائيلية أنها استهدفت "160 هدفاً إرهابياً" في أنحاء غزة خلال يوم واحد، وهو ما يثير، في ظل الدمار الواسع للبنية التحتية في غزة، مخاوف جدية من أن جميع الضربات لم تكن موجّهة إلى أهداف عسكرية مشروعة. علاوة على ذلك، يشير نمط الضربات على خيام النازحين داخلياً والمباني السكنية، وكذلك على المستشفيات المزدحمة، إلى أن القليل من العناية، إن وُجدت، يُبذل لحماية أرواح المدنيين في غزة. كما تفيد تقارير باستخدام أسلحة ذات تأثير واسع النطاق، مما يشير إلى شن هجمات عشوائية متعمّدة.

في الوقت ذاته، فإن الوضع الإنساني بلغ مستوى لا يمكن وصفه. تواصل إسرائيل للشهر الثالث على التوالي منع دخول وتوزيع المواد الأساسية اللازمة للحياة. كما يستمر النزوح الجماعي نتيجة القصف والضربات الجوية، والكارثة الإنسانية، وأوامر الإخلاء، التي لم تعد تُحدّد حتى وجهات انتقال المدنيين. وتشير التقارير إلى أن حوالي 150,000 شخص قد نزحوا خلال الـ 24 ساعة الماضية فقط. ويُجبر الفلسطينيون النازحون على البقاء في الشوارع دون مأوى، وفي معظم الحالات دون طعام أو ماء أو رعاية صحية. في 19 أيار/مايو، أصدرت إسرائيل أوامر نزوح جديدة تؤثر على مناطق واسعة في خان يونس ودير البلح، ما سيؤدي إلى مزيد من النزوح الجماعي والموت والدمار، ويزج بالناس في مناطق أصغر وأكثر اكتظاظاً.

ويظل أولئك الذين أُجبروا على مغادرة منازلهم أو ملاجئهم تحت الهجوم. ففي الـ 48 ساعة الأخيرة، كثّفت القوات الإسرائيلية من ضرباتها، لا سيما في شمال غزة وخان يونس والمناطق المجاورة في دير البلح بوسط القطاع، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 96 فلسطينياً خلال ليلة وصباح 17-18 أيار/مايو فقط. وفي الأيام القليلة الماضية، كانت الغالبية العظمى من الفلسطينيين الذين قُتلوا من بين النازحين في الخيام، خاصة في منطقة المواصي المكتظة غرب خان يونس، والتي كانت القوات الإسرائيلية قد أعلنتها من جانب واحد "منطقة إنسانية". وخلال ليلة 17 أيار/مايو، أسفرت الضربات الإسرائيلية على خيام النازحين في المواصي عن مقتل ما لا يقل عن 36 فلسطينياً، من بينهم أربع حالات قُتل فيها الآباء وأطفالهم معاً. وفي صباح 18 أيار/مايو، أدت ضربة على خيمة نازحين قرب مستشفى الخير في المواصي إلى مقتل أربعة فلسطينيين، هم رجل وأبناؤه الثلاثة.

وفي أقل من 24 ساعة، أفادت التقارير بمقتل خمسة صحفيين فلسطينيين، من بينهم صحفية. وجاءت هذه الموجة من استهداف الصحفيين بعد أيام قليلة من مقتل ثلاثة صحفيين آخرين في 13 و14 أيار/مايو. وقد تحقق مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من مقتل 214 صحفياً فلسطينياً في غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بينهم 185 رجلاً و29 امرأة. ويُظهر الاستهداف العلني للصحفيين الفلسطينيين في غزة، إلى جانب منع إسرائيل دخول الصحفيين الأجانب إلى القطاع لأكثر من 18 شهراً – باستثناء زيارات محدودة تخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي – على ما يبدو محاولة متعمدة من قبل إسرائيل للحد من تدفق المعلومات من وإلى غزة، ومنع التغطية الإعلامية لأثر هجماتها وحرمان السكان من المساعدات الإنسانية.

كيانات الأمم المتحدة المشاركة في هذه المبادرة

المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان

الأهداف التي ندعمها عبر هذه المبادرة