قصة
٠٣ ديسمبر ٢٠٢٤
الأمم المتحدة: الكارثة التي تشهدها غزة انهيار كامل لإنسانيتنا المشتركة، ونظام المساعدات في مرمى النيران
قوكابوس يجب إنهاؤه، وينبغي ألا تنصرف الأنظار بعيدا عنه.وفي كلمته أمام مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة اليوم الاثنين وألقتها بالنيابة عنه نائبته، أمينة محمد، حث غوتيريش المجتمع الدولي على دعم جهود إيصال الإغاثة التي تشتد الحاجة إليها في غزة "في هذا الوقت العصيب"، وبناء أساس لسلام مستدام في غزة وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط.وأضافت محمد نيابة عن الأمين العام أنه "في الوقت الذي نجتمع فيه هنا في القاهرة، تخضع الإنسانية نفسها للاختبار".وقالت إنه لا يوجد ما يبرر أعمال الإرهاب البغيضة التي ارتكبتها حماس في 7 تشرين الثاني/أكتوبر، ولا أخذ الرهائن، ولا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن الظروف التي يعيشها الفلسطينيون في غزة "كارثية ومروعة".وأفادت بأنه يوجد في غزة الآن أكبر عدد من الأطفال المبتورة أطرافهم مقارنة بأي مكان آخر في العالم، حيث فقد الكثير منهم أطرافا وأجريت لهم عمليات جراحية دون تخدير، مضيفة "ما نراه يحتمل جدا أن يرقى إلى مستوى أخطر الجرائم الدولية".عرقلة المساعداتوقالت محمد نيابة عن الأمين العام إنه "في الوقت الذي نشهد فيه هذه الاحتياجات الهائلة، نشهد أيضا عرقلة يندى لها الجبين لإيصال المساعدات الإنسانية".وأشارت إلى أن هذا أمر ينتهك ما يفرضه القانون الدولي الإنساني من التزامات واضحة باحترام المدنيين وحمايتهم وضمان تلبية احتياجاتهم الأساسية.وشددت على أن تقديم المعونة على سبيل الاستثناء "لا هو إنساني ولا هو فعال في إنقاذ الأرواح".وتطرقت إلى تعرض المساعدات التي تدخل القطاع لعمليات نهب، إضافة إلى عرقلة إيصالها بسبب الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، فضلا عن الطرق المدمرة والمكتظة. كما أوضحت أن الوضع في شمال غزة يزداد خطورة يوما بعد يوم.وقالت محمد: "أما في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، فإن العمليات الأمنية الإسرائيلية لأغراض عسكرية والتوسع الاستيطاني وعمليات الإخلاء والهدف وعنف المستوطنين والتهديدات بالضم، تتسبب في المزيد من الآلام والمظالم".ونبهت كذلك إلى أن "نظام المساعدات نفسه في مرمى النيران"، مشيرة إلى مقتل 251 من الزملاء في الأمم المتحدة.وجددت التأكيد على أن الإجراءات الإسرائيلية، بما فيها مشاريع قوانين الكنيست الأخيرة، التي يمكن أن تمنع وكالة الأونروا من تنفيذ تفويضها في الأرض الفلسطينية المحتلة، تهدد بشل الجهود الإنسانية.الأونروا شريان حياةوتحدثت نائبة الأمين العام عن ثلاثة مجالات رئيسية للعمل، أولها مطالبة جميع الأطراف بالامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني.وأضافت: "يجب أن يكون إيصال المساعدات قابلا للتنبؤ به ومستداما".وشددت كذلك على أنه "يجب أن نتحدث بصوت عال وواضح دفعا عن نظام المساعدة الإنسانية، ولا سيما الأونروا"، مؤكدة أن الأونروا هي شريان حياة لا يمكن الاستغناء عنه لملايين الفلسطينيين.وقالت إنه لا يوجد أي كيان آخر لديه القدرة أو الرقعة الممتدة لتقديم المساعدات اللازمة لإنقاذ الأرواح والخدمات الاجتماعية والتنموية بالحجم والاتساع المطلوبين في غزة وفي الأرض الفلسطينية المحتلة بشكل عام.وأضافت: "ليكن معلوما علم اليقين أنه إذا ما أجبرت الأونروا على إغلاق أبوابها، فإن مسؤولية الاستعاضة عن خدماتها الحيوية وتلبية الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين في غزة، ستقع على عاتق إسرائيل بصفتها السلطة القائمة بالاحتلال".أما مجال العمل الثالث وفقا لما جاء في كلمة الأمين العام، فهو الحاجة إلى تكثيف الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي "لإنهاء هذا الكابوس".وأشارت نائبة الأمين العام إلى أنه آن الأوان للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وإنهاء الاحتلال غير المشروع للأرض الفلسطينية المحتلة، وتطبيق حل الدولتين، بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بحيث تعيش إسرائيل وفلسطين جنبا إلى جنب في سلام وآمن، وحيث تكون القدس عاصمة للدولتين.وختمت محمد الكلمة بقصة الزميل في الأونروا حسن الذي كان قبل أربعة أيام ينقل أسرته إلى حيث الأمان، في عملية انتقال منسقة، "لكنهم وجدوا أنفسهم في مرمى النيران، ولدى وصوله إلى أسرته، كانت زوجته وبناته الثلاث قتلى، لم يتبق سوى هو وابنه".