قصة
١٠ أكتوبر ٢٠٢٤
مسؤول أممي: "لقد كان عاما من الخسارة والمعاناة العميقة، عاما يعج بالهمجية والتجريد من الإنسانية"
متحدثا عبر الفيديو، حذر المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني من العواقب الوخيمة في حال تبني مشروعات القوانين الإسرائيلية المتعلقة بوقف عمل الأونروا. من الناحية القانونية، يقول لازاريني إن هذا التشريع يتحدى إرادة المجتمع الدولي المعبر عنها من خلال قرار الجمعية العامة رقم 302 بشأن الأونروا، ويعمق الانتهاكات التي أقرتها محكمة العدل الدولية.ومن الناحية السياسية، يسعى "التشريع المناهض للأونروا"، والذي يشكل جزءا من حملة أوسع نطاقا لتفكيك الوكالة، إلى "تجريد الفلسطينيين من وضعهم كلاجئين، وتغيير معايير الحل السياسي المستقبلي من جانب واحد".وأشار إلى أن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى وصفوا القضاء على وكالة الأونروا بأنه "هدف حربي". وحذر من أن الفشل في التصدي لمحاولات ترهيب وتقويض الأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة من شأنه في نهاية المطاف أن يعرض العمل الإنساني وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم للخطر.وأضاف: "يتعين على هذا المجلس أن يقرر إلى أي مدى سيتسامح مع الأفعال التي تمس جوهر التعددية وتهدد السلام والأمن الدوليين. أحثكم على حماية هذه الوكالة الأممية من الجهود الرامية إلى إنهاء ولايتها، بشكل تعسفي وقبل الأوان، في غياب الحل السياسي الموعود منذ فترة طويلة".عام يعج بالهمجية والمجاعة تلوح مجدداوأبدى المسؤول الأممي أسفا شديدا لأنه بعد مرور عام على الهجمات البغيضة ضد إسرائيل والحرب الكارثية على غزة، لا تلوح في الأفق أي نهاية للعنف الوحشي الذي يجتاح المنطقة. "لقد كان عاما من الخسارة والمعاناة العميقة، عاما يعج بالهمجية والتجريد من الإنسانية".وقال إن التطورات الأخيرة في الشمال تثير القلق بشكل خاص، مشيرا إلى أن مئات الآلاف من الناس يُدفعون مرة أخرى إلى الانتقال إلى الجنوب، حيث الظروف المعيشية لا تطاق وغير إنسانية. "ومرة أخرى، يتأرجح سكان غزة على حافة المجاعة".أخطر مكان في العالمفيليب لازاريني قال إن التجاهل الصارخ للقانون الدولي الإنساني، والانهيار شبه الكامل للنظام المدني، يشل الاستجابة الإنسانية في غزة التي قال إنها أصبحت أكثر الأماكن خطورة في العالم بالنسبة للعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، مشيرا إلى مقتل 226 من موظفي الأونروا خلال 12 شهرا. وتعرضت مباني الأمم المتحدة، بما فيها غالبية مباني الأونروا، لأضرار أو تدمير.وأضاف: "بدون وقف إطلاق نار دائم، والإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن، ووصول المساعدات الإنسانية دون قيود، فإن عملية المساعدات سوف تنهار، مما سيؤدي إلى انزلاق مليوني شخص إلى الفوضى".التضحية بجيل كامل من الأطفالوقال المفوض العام للأونروا إن أطفال غزة لم يسلموا من أهوال الحرب. فقد قُتلوا وأصيبوا وتيتموا بأعداد صادمة. أكثر من 650 ألف طفل خارج المدرسة - يعانون من صدمات نفسية شديدة ويعيشون بين الأنقاض.وحذر من أن القضاء على الأونروا يعني أن أكثر من 650 ألف طفل سيفقدون أي أمل في استئناف تعليمهم، وستتم التضحية بجيل كامل. وأضاف: "الفلسطينيون ليسوا غرباء على الفقدان. ولكن حرمانهم من التعليم -الذي ظل دوما مصدر فخر لهم - هو أمر جديد عليهم. لا يمكننا أن نتحمل خسارة جيل كامل وزرع بذور الكراهية والتطرف في المستقبل".لبنانمن ناحية أخرى، قال فيليب لازاريني إن وكالة الأونروا فتحت 11 ملجأ في لبنان لاستضافة أكثر من 4,500 نازح لبناني ولاجئ فلسطيني وسوري، مشيرا إلى أن الحاجة إلى خدمات الوكالة في غزة والضفة الغربية المحتلة ولبنان أصبحت أعظم من أي وقت مضى.